مايندفولنس
لتكون هنا والآن
أن تكون حاضرًا في هذه اللحظة.
هنا والآن بكامل الانتباه.
يبدو بسيطًا، أليس كذلك؟
لكن كم مرة انتبهتم أن شخصًا ما يحدثكم عن شيء ولكنكم فعليًا لم تسمعوا؟
في كل لحظة معطاة، تمر في عقلنا آلاف الأفكار التي تحرفنا عن اللحظة الحالية، بالإضافة إلى آلاف الرسائل والمعلومات التي تصل إلينا عبر القنوات الإعلامية في كل لحظة معطاة.
وحينها نجد أنفسنا متعبين، عديمي الطاقة، غير مركزين ونشعر أن الحياة تمر بنا دون أن نستمتع بها.
لممارسة المايندفولنس فوائد عديدة.
من ضمن أمور أخرى، مايندفولنس يساعد على تقليل التوتر والإجهاد، يحسن القدرة على التركيز، التمحور واتخاذ القرارات، يساعدنا على أن نغفو بسهولة والنوم جيدًا، وبذلك يتيح لنا العيش بطاقة أعلى، وأن نكون حاضرين والاستمتاع باللحظة.
كيف يتم ذلك؟ كيف يتم تحييد كل ضوضاء الخلفية وجلب الانتباه إلى هذه اللحظة؟
هناك العديد من الطرق لممارسة المايندفولنس، سواء من خلال ممارسة الانتباه للتنفس، المشي مع الانتباه أو القيام بمهمة واحدة فقط بانتباه تام.
على سبيل المثال، الاستحمام، في المرة القادمة عندما تدخلون الحمام، أغمضوا العيون. ركزوا انتباهكم إلى صوت تدفق الماء، إلى مشهد القطرات التي تسقط على راحة اليد، إلى الشعور بالماء والصابون من الرأس إلى أخمص القدم. استسلموا للحظة وللتنفس داخلها. فربما تلاحظون كيف يهدأ النبض، العضلات تسترخي والفكر يصبح حادًا وواضحًا من لحظة الى لحظة.
كيف نبدأ؟
1. نقرّر. القرار الواعي يساعدنا على ضبط التوجّه
2. نقوم باختيار نشاط بسيط، لعدّة دقائق في اليوم، نريد به ممارسة (التنفس/ المشي/ التأمل)
3. نقوم بتشغيل الحواس - كلما زاد عدد الحواس التي تنضم وركزنا على الأحاسيس، المشاهد، الأنغام والأحاسيس، كلما كانت تجربتنا أكثر أهمية.
تذكرون أنه لا يوجد شيء اسمه "عدم النجاح".
مجرد الممارسة نفسها هي نجاح بحدّ ذاتها وكلما مارستم أكثر،
كلما نجحتم في إفراغ الأفكار لتعيشوا تجربة صمت لفترة أطول قليلا.
كما في الحياة نفسها، الطريق مهمة ليس أقل من أهميّة النتيجة!
إذن، ما دمنا قد انطلقنا الى الطريق، فلنستمتع بها.