حتى الآن، كان عرش الملوكية له وفقط له أو لها. هو الابن البكر، وفي بعض الحالات الحفيد البكر للجد والجدة: لم يكن مضطرًا لتقاسم الألعاب، الحب أو ساعات قضاء الوقت أمام التلفزيون مع أيّ أحد. أخ صغير هو أروع هدية يمكن أن تقدموها له، ولكن في الأشهر الأولى هو لا يعرف ذلك. كيف تساعدونه في هذه الفترة المعقدة؟
اعرفوا متى وكيف تخبرونه
عندما يبرز البطن. وليس قبل ذلك، ولكن ليس بعد ذلك بكثير، وذلك كي لا يسمع من شخص آخر ويشعر بأن والديه يخفيان عنه شيئا. لا تعطوه معلومات أكثر مما يلزم، فالطفل لا حاجة له بها. أخبروه ببساطة أنه قريبا سينضم طفل للعائلة. تجنبوا رسم صورة إيجابية للغاية مثل: “نيّالك!”؛ “أكيد راح تحبه!”، وكذلك لا ترسموا مستقبلا أسود، مثل:” منذ الآن ستكون أمك تعبانة ومشغولة. كونوا عاديين واضحين وواقعيين: سيأتي وقت التحليلات العاطفية. استمعوا لأسئلته وقدموا حلولا لما يشغله ويعنيه هنا والآن.
اشركوه في التحضيرات
في الأشهر الأخيرة من الحمل هناك الكثير مما يمكن القيام به: ترتيب الغرفة الجديدة، مشتريات، غسيل. قوموا بإشراكه طفلكم بما يمكن، اجعلوه جزءا من الموضوع: اسألوه عن لون الستائر التي تعجبه على الملابس الأولى التي ستقومون بشرائها معًا. الأطفال يحبون أن تقوموا بالتشاور معهم وأن يكونوا شركاء، وبالتأكيد في موضوع كهذا له صلة بكل العائلة. هو أيضا يحتاج للاستعداد للتغيير وهذا بالتأكيد يكون جزءا من المهمة.
قولوا له إنه أحسن ما يكون أن تكون كبيرًا
هناك الكثير مما يمكن أن تربحه إذا كنت كبيرًا. يجب أن يعرف طفلكم هذا الأمر. يستطيع أن يصعد على السلم الأعلى في حديقة الألعاب، تركيب البازل مع أكبر عدد من الأجزاء، ارتداء الملابس لوحده، التحدث، الركض والقفز. تحدثوا معه عن كل هذا، قولوا له كم هو ممتع هذا. وفي المقابل، امنحوه حقوقا خاصة للـ”كبار”، مثل أن يذهب للنوم متأخرًا قليلا.
انتظروا مع تغييرات إضافية
التغيير الحالي كبير بما يكفي. انتظروا مع بقية التغييرات: مع الفطام من المصاصة أو الحفاضات، مع الانتقال إلى سرير الشبيبة. أعطوه الوقت الذي يحتاجه لكي يتمكن من التكيف ولا تقوموا بتحميل تحديات إضافية.
لا تقلقوا من التراجع
من الممكن أن يعود طفلكم الى الترطيب، ويمكن أن يلتصق بكم، يجد صعوبة في إشغال نفسه، يجد صعوبة في مفارقتكم في الروضة في الصباح. يتكلم الأطفال من خلال سلوكهم، وهذه هي طريقتهم في التعبير عن الصعوبات التي تواجههم، وعن عدم رضاهم، عن شعورهم بالغيرة والإحباط. رغبتهم في تذكيرنا بأنهم هم أيضا ما زالوا أطفالا نوعًا ما. تفهموهم. احضنوهم وضموهم. فكما أتى ذلك، فإنه سيزول أيضا.
اشركوه في رعاية الطفل
إحضار حفاضات، إعطاء مصاصة، أن يغني له أغنية. كل هذا قد يعطيه الشعور بأنه مهم وكبير. وإذا لم يكن معنيًا بالقيام بذلك، فلا تضغطوا عليه ولا تجبروه. هذا ليس إجباريًا، وهذا لا يعني شيئا بما يتعلق بحبه لأخيه أو بالعلاقة المستقبلية بينهما .. دعوه يختار الوقت والطريقة اللذين يتصادق فيهما مع الأخ الجديد.
خصصوا له وقتًا ليكون معكم فقط
مرة في الأسبوع، أو بأي وتيرة ممكنة، قوموا بأخذه (كلاكما أو أحدكما) هو فقط لساعة معًا. العبوا، تحدثوا، اخرجوا إلى مقهى. ليس مهمًا ماذا تفعلون، المهم أن يكون هو الوحيد الذي يحصل على اهتمامكم.
اقرؤوا له، غنّوا
مرة أخرى، الأغاني والقصص تساعدنا. من الأسهل أكثر أن نتحدث عن أبطال القصة التي قرأناها من أن نتحدث عن مشاعرنا. من خلال الحديث عن مشاعر بطل القصة يمكن التعرف على العالم الداخلي لطفلنا وعلى أفكاره، وبالتالي التجاوب معها. إنه يتماثل بسهولة مع ما يمرّ به ذلك الطفل في القصة، والمحادثة معه تساعده في الفهم الذي يحتاجه جدًا.
تفهّموه
ليس سهلا لطفلكم. لا تتوقعوا منه أن يشعر فقط بالفرح والإثارة. أعطوه شرعية للصعوبة والغضب أيضا، وإلا سيضاف إليهما أيضا الشعور بالذنب الذي لا لزوم له. لا بأس أن يغار، وأن يغضب. لا تقوموا بصدّ التعبير عن هذه المشاعر، اقبلوها وتحدّثوا عنها. قولوا: “إنني أعلم أنه ليس من السهل عليك عندما أكون متعبة جدًا ولا أتمكن من اللعب معك كما كان في الماضي”.
وتذكروا: بعد بضعة أشهر سيكون الأمر أكثر سهولة. ستكونون أقل تعبًا، وسيكون طفلكم أكثر تواصلا وسيبدأ بالتواصل أيضا مع أخيه الأكبر، سينظر إليه بإعجاب وسيصغي لكل كلمة يقولها. هناك ما يجدر انتظاره.