لا شك: هذا هو أحد المواضيع المخيفة جدا الذي يشغل رأس الأهل الذين لديهم أولاد في سن المراهقة. لا توجد هنا ضمانات، على الأقل ليس من قبيل تلك التي يمكن الاعتماد عليها حقا: تعاطي المراهقين المخدرات، سهلة أو صعبة، عابر الطبقات، المكانة والأجناس، وأفضل شيء يمكنكم القيام به حيال ذلك هو عدم التخلي عن تدخلكم في حياة المراهق لديكم، حتى عندما يحاولون الابتعاد والانفصال. فيما يلي بعض المعلومات الهامة عن المخدرات الأكثر شعبية بين الشبيبة، بل أهم من ذلك: قائمة العلامات التي يجب أن تشعل لديكم ضوء تحذير.
الشيشة
ثمة شيء من المهم معرفته حول الهواية المنتشرة والمشكوك فيها: للمواد المسرطنة الموجودة في تبغ الشيشة هناك تأثير أكبر على الرئتين لدى المدخنين تحت سن 15 سنة. وفي بعض الحالات يقومون بتدخين تبغ الشيشة وهو مخلوط بالحشيش أو بالغراس واستبدال مياه الشيشة بالمشروبات الكحولية، مما يزيد من الخطر. وبالإضافة إلى ذلك، تبين أن تدخين النرجيلة يرفع على الفور ضغط الدم والنبض، ويؤدي الى زيادة كبيرة في التغيرات الكروموسومية.
القنب
القنب هو على ما يبدو من المخدرات الذي يعتبر تعاطيه الأكثر شيوعا في العالم، على جميع أشكاله (ماريجوانا، حشيش، غنجا، تشاراس). مصدر القنب من نبات Cannabis Sativa، الذي يحتوي على أكثر من ستين مادة كانابينويدات. لواحد منها، الـ THC، تنسب التأثيرات النفسية المختلفة.
تعاطي القنب يؤدي إلى الخوف والاضطراب، حيث يتبدلان خلال بضع دقائق بشعور الاسترخاء. ولاحقا قد تظهر البهجة الزائدة (النشوة)، ضغط كلام، هروب الأفكار (تداعيات)، هلوسة، واضطرابات الرؤية (سوء فهم من الألوان والأشكال الهندسية، والتشويه على الناس، وما إلى ذلك)، وتشويه مفهوم الوقت، وزيادة الحساسية تجاه مشاعر، مشاهد، تلمس ، والأذواق والأصوات، وبعد ساعتين شعور واضح من التعب.
التناول المستمر للمخدر يضر بالتفكير (الإدراك)، والتركيز، والانتباه، والذاكرة على المدى القصير، وبالقدرة اللفظية والقدرة على التعلم. كما قد تظهر صعوبات في التطوير النفسي والتنسيق والإحساس، و قد يؤدي الى ترقق قشرية الدماغ وإلى تلف الخلايا العصبية في الجهاز الحوفي في الدماغ. وهناك معلومات تفيد أن القنب قد يكون عاملا في تسريع تطور الأمراض النفسية وخاصة الذهان الفصامي. عادة، تزول الاضطرابات بعد انقطاع شهر حتى شهرين من تناول الدواء.
اكستازي
“مخدر الشباب”. يبدأ استعماله لدى الشبيبة في جيل 14 عاما تقريبا، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي، الاقتصادي، الدين أو العرق أو الجنس. نحو خمسة في المئة من الشباب في الولايات المتحدة جربوا الاكستازي (حبوب الهلوسة) وانتشاره في البلاد يقترب الى نسبة مشابهة.
المادة الفعالة الموجودة في هذه الحبة الصغيرة تسمى MDMA، وتعمل على الموصل العصبي في الدماغ المسمى سيروتونين.
السيروتونين مسؤول عن العديد من الوظائف، مثل: المزاج، الشهية، الذاكرة، التفكير، النوم، اليقظة، تنظيم درجة حرارة الجسم وغيرها. من السهل جدا الوصول به الى حالة من الجفاف لأن الجسم لا يشعر بالعطش. وأولئك الذين يشعرون بالعطش، قد يستهلكون كميات غير منظمة من المياه ويخاطرون بالتسبب بعبء كبير على الكلى وتعطيل آلية تنظيم السوائل في الجسم.
الأعراض الأخرى التي ترافق استخدام الاكستازي هي: الرؤية المزدوجة، التطرف المزاجي (من “هاي” هستيري حتى الاكتئاب العميق)، فقدان قدرة الحكم على الأمور وإدراك الواقعية، ضرر بالكبد، ارتفاع ضغط الدم وتضرر القلب وصولا إلى السكتة القلبية. والصحوة من تأثير المخدر تترافق هي أيضا بالاكتئاب لمدة يوم أو يومين.
كاثينون
ازداد في السنوات الأخيرة في البلاد أيضا استعمال حبوب الكاثينون، ومصدرها من نبتة القات، حيث أن المادة الفعالة في ورق القات هي الكاثينون، وعندما تكون مركزة في حبة فإن تأثيرها أكبر بكثير، تماما مثل الهيروين والكوكايين. وهناك مادة خطرة أخرى موجودة في هذه الحبة هي مادة الكافيين. أعلن مؤخرا عن حالات عديدة لشباب وصلوا في حالة خطيرة الى وحدات العناية المركزة في مستشفيات البلاد بعد تناولهم حبوب الكاثينون. لقد عانى هؤلاء الشباب من الصداع الشديد، الغثيان، التقيؤ، سرعة ضربات القلب، انزعاج شديد، اضطرابات بأداء القلب، وكان هناك بعض الذين عانوا من الذهان والقلق والاكتئاب. استعمال الكاثينون المشترك مع الكحول، الاكستازي، أو القنب، الذي يقوم به بعض الشباب، يمكن أن يسبب أضرارا دماغية غير قابلة للعلاج وكذلك الموت.
الى ماذا يجب الانتباه؟
الأولاد الذين يستهلكون المخدرات يمكن أن نجد لديهم عددا من العلامات المميزة، التي لم تكن سابقا، ويمكن أن تدل على استعمال المخدرات. الكشف المبكر عن هذه العلامات يمكن أن ينقذ الحياة:
الانعزال الزائد- في الغرفة، في الحمام أو بالمرحاض
تدهور في التعليم- عدم بذل جهد في تحضير الوظائف البيتية، هبوط في التحصيل، شكاوى من المدرسة حول التأخرات والغيابات.
مشاكل في الأداء والسلوك- عدم الانضباط، تصرفات وقحة، عتبة تحفيز وإحباط منخفضة، نوبات غضب، حالات زعل غير مبررة، ظواهر نسيان ومشاكل في الذاكرة، صعوبة في الكلام والتركيز، التنسيق والتوازن.
تقلبات حادة في المزاج – من حالة اكتئاب عميق الى حالة من النشوة الحادة.
سرية – فيما يتعلق بالبرامج، الخروج من البيت وقضاء الوقت خارج البيت.
سرقات – اختفاء أموال وأغراض ثمينة من المنزل. حاجة مفاجئة لرفع مصروف الجيب من دون سبب.
تغييرات في الشهية – نوبات أكل تميز مدخني القنب، أو فقدان الشهية لدى مستعملي الاكستازي، تريب (ال سي دي)،سبيد والهيروين والكوكايين.
مشاكل في النوم- التعب المفرط والنعاس طوال النهار. الخروج من البيت طيلة الليلة، حتى عندما يكون هناك مدرسة في اليوم التالي.
عادات تدخين- يمر الولد من تدخين سجائر عادية الى سجائر ملفوفة، الشيشة، أو الغليون (ربما تحوي ليس فقط التبغ).
تغييرات جسدية- نحافة، احمرار في العينين (كثرة استخدام قطرات العين)، اتساع حدقة العين، هزات، نبض سريع، تعرق زائد وتعب.
إذا لاحظت بعض علامات التحذير، حاولت الحصول على المهتمين والاستماع. انتظر محادثة استرخاء ومفتوحة مع أطفالك. في حالة الشك، وإعطاء نفسك إذن لغزو خصوصية الطفل، وتحقق ما كان يحدث في غرفته والأدراج. في الوقت نفسه، لديها استشارة مهنية (طبيب، “سام”). أحيانا يمكن أن يكون مسألة حياة أو موت ويجب التصرف بسرعة، قبل فوات الأوان.
إذا لاحظتم بعض علامات التحذير هذه، حاولوا الاهتمام والاستماع. انتظروا ساعة هدوء وبادروا لمحادثة مع الولد. في حالة الشك، اسمحوا لأنفسكم بالتدخل في خصوصيات الولد، وفحص ما يجري في غرفته وجواريره. وفي الوقت نفسه، توجهوا لاستشارة لدى جهة مهنية (طبيب، “جمعية آلـ – سام”). أحيانا يمكن أن يكون ذلك مسألة حياة أو موت ويجب التصرف بسرعة، قبل فوات الأوان.