الـ “ترند” هو مصطلح يصف التغيير في السلوك الاجتماعي المتعلق بالمنتجات، الخدمات، الأفكار والسلوكيات: الهاتف الخلوي، سكيني جينز، اليوغا، الخضرية: يتحول المنتج الى “ترند” ويصبح مرغوبا عندما يثير التماثل: “أريد أن أكون مثلك”.
لماذا نحن نرغب أن نكون مثل الآخر؟
نحن نريد أن نؤمن أنه توجد لدينا سيطرة على ما نفكر به وكيف نتصرف. عمليا، بين 70% الى 80% من الوقت الذي نكون فيه يقظين فإننا نتواجد مع ضيوف، ولهذا يوجد تأثير كبير علينا (أحيانا أكثر مما يمكننا أن نعترف به). من لحظة ولادتنا نحن ندير شبكة علاقات وثيقة مع أشخاص مهمين مثل أبناء العائلة، الأصحاب، أو زملاء العمل، ومع البيئة المحيطة بنا، في البيت، العمل والتعليم. عن طريق التقليد وفهم المحيط، تذويت ورفض رسائل وسلوكيات تتبلور شخصيتنا، الطريقة التي نفكر بها ونشعر، القيم والتفضيلات الخاصة بنا وبالطبع سلوكنا.
عندما دخلت الميديا الى الصورة فقد غيّرت قوانين اللعبة، حيث تتوسّع كل الوقت دائرة الانكشاف على الأشخاص والمحيط وتتحول الى شيء عالمي وبدون حدود، الأمر الذي يعني أنه يجب التعامل مع العديد من الإغراءات والرسائل، خيرها وشرها.
كيف يتم ذلك؟ من الناحية البيولوجية نحن مبرمجون بدرجة معينة لتقليد مشاعر وسلوك أشخاص في محيطنا. تشير الأبحاث الى أنه عندما أقوم بحركة معينة، على سبيل المثال، آكل تفاحة، فإنني أشغل “الخلايا العصبية المرآتية” لدى الشخص الذي أمامي. صحيح أنه لن يقلد الحركة التي أقوم بها، ولكن كنتيجة لانعكاسي في دماغه فإنه يفهم النوايا، الأفكار، وكذلك درجة جوعي. هذا هو تعلم اجتماعي يتيح التعاطف، الاتصال، الصداقة والمساعدة المتبادلة، التي تترجم من ناحية نظرية التطور الى تطور وبقاء. وتأخير التقليد الحركي من ناحية أخرى، يوفر له طاقة وموارد لا لزوم لها.
الذين يكتشفون الـ “ترند” والذين يتبنّون الـ “ترند”
إذن فهمنا أننا نتلقى الكثير من الإغراءات والرسائل من البيئة المحيطة وبأن دماغنا على ما يبدو يعمل ساعات إضافية للتعلم الاجتماعي، وكذلك فهمنا أنه على ما يبدو ليس كل تفاحة يأكلها أحدهم، أنا أيضا أريدها بنفسي. ما يوجد لدى الآخر أنا أيضا أريده. ومع ذلك، معروف أن بعض الناس يستهلك ويرغب الـ “ترند” أكثر من الآخرين. لماذا؟ – أحد التفسيرات هو التبعية: درجة تأثير البيئة المحيطة على سلوك الإنسان. الشخص التبعي بشكل متطرف يغير قراراته وسلوكه وفقا للأشخاص الذين في بيئته المحيطة ويكون معرضا لتأثيرات الضغط الاجتماعي أكثر من الآخرين. ومن الناحية الثانية، فإن الأشخاص المبدعين والفرديين، الذين يعملون من مركز تحكم داخلي، من المعقول أن يُحسبوا على مكتشفي الـ”ترند” وليس على الذين يتبنون الـ”ترند”.
حتى وإن كنا ننتمي الى الذين يتبنون (معظمنا هكذا. يجب أن نعترف)، يفضل أن نعرف كيف نحكّم رأينا، لأن هناك أنواعا من الـ “ترند” لا ينبغي أن نتبناها. هل تذكرون السلايم، الـ “ترند” الذي تبناه أولادنا بحماس وخلطوا من أجله أنواعا مختلفة من الكيماويات الغريبة؟ وقد انتهى هذا بتحذير من وزارة الصحة. ومن جهة أخرى، فإن الانضمام الى الـ “ترند” الذي في إطاره تسكب على نفسك دلوًا من ماء الثلج قد يبدو كفكرة صحيّة بشكل خاص، الى أن نتذكر أن هذا كان تجندًا لرفع الوعي بالنسبة الى مرض الـ ALS. أيّ: مع الوعي لوجود “ترند” زائل أو ثابت، صحيّ أكثر أو أقل، يجب أن يكون لدينا شيء ما يؤخر العملية ويطفئ الأوتوماتيك لدينا. أن نسأل أسئلة، نستوضح، ونفحص بشكل معمّق: هل أنا حقا أختار هذا؟