يتكون العمود الفقري لدى الإنسان من سلسلة فقرات تقع فوق بعضها البعض في وسط الظهر، بخط مستقيم. انحراف العمود الفقري هو، في الواقع، تشويه لبنية العمود الفقري ينعكس في انحراف الفقرات جانبا من خط الوسط من خلال اعوجاجها والتفافها حول محورها، بحيث ينتج ما يشبه “البرغي”. تصوير أشعة لظهر الذي يعاني من انحراف العمود الفقري يظهر تسلسل فقرات يكوّن شكل الحرف C أو S . تحدث هذه الظاهرة لدى حوالي ٪3 -٪5 من السكان، وهي أكثر شيوعا نسبيا لدى الفتيات. سبب انحراف العمود الفقري، في معظم الحالات، غير معروف، على الرغم من أن الفرضية السائدة هي أن فيه عنصرًا وراثيًا. والقليل يعانون من انحراف العمود الفقري من الولادة أو نتيجة لخلل عصبي.
كيف يتم التشخيص؟
يتم الوقوف وراء الطفل، بحيث يكون ظهره باتجاهكم. إذا لاحظتم بعض العلامات التالية (حتى بنسب ضئيلة)، اتصلوا بأخصائي العظام لإجراء فحص شامل:
ارتفاع الكتفين غير متشابه
الرأس يميل الى أحد الجانبين
ارتفاع المنكبين غير متشابه
أحد المنكبين بارز أكثر الى الوراء
خط الخصر أعلى بأحد الجانبين
الحوض يميل الى جانب معين.
كيف يتم العلاج؟
يمكن وقف تدهور انحراف العمود الفقري عن طريق التشخيص المبكر وتلقي العلاج المناسب. وفيما يلي الطرق الرئيسية المعروفة اليوم:
فيزيوترابيا بطريقة “خدش”. هذه طريقة فريدة متبعة في أوروبا، وينسب لها نسب نجاح عالية في الحد من تدهور انحراف العمود الفقري. هذه الطريقة معروفة اليوم في إسرائيل أيضا، ويتم استخدامها في معاهد متخصصة في علاج هذه الظاهرة. وتستند هذه الطريقة على أساس أن التشويه في العمود الفقري يحدث على ثلاثة مستويات (الفقرات تندفع إلى الأمام، الى الجانب وبشكل التفافي)، وبالتالي يركز العلاج على تصحيح الاستقامة، من خلال التطرق للأبعاد الثلاثة. بهذه الصورة، التفاف الفقرة (دمج المستوى الثالث) يلغي العنصر الالتفافي للعمود الفقري.
التعاون من قبل الطفل وتحمل مسؤولية فعالة من طرفه تشكلان شرطا ضروريا لنجاح العلاج. فالطفل الذي يأتي الى المعهد يتعلم بشكل تفصيلي كيف يصحح الاستقامة، بعملية في نهايتها تصحح الاستقامة، بحيث تصبح متماثلة، وبالوضع المتماثل ينفذ الطفل سلسلة من التمارين للتقوية وللتمديد. وفي نهاية العلاج، تقل الآلام بشكل كبير، ويصبح الخلل الجمالي ضئيلا وتتحسن صورة الجسم. وبالإضافة إلى ذلك، يزداد الوعي الجسماني لدى الطفل للاستقامة الصحيحة والمتماثلة ويطبق في الحياة اليومية. حتى إذا كان الحديث يدور عن انحراف طفيف، فمن المهم الحفاظ على متابعة دورية متتالية حتى نهاية فترة نمو الطفل، للتأكد من أن زاوية الانحراف لا تزداد سوءًا مع النمو.
مشد (BRACE)– في الحالات التي تكون فيها الزاوية أكبر من 25 درجة، يتم استخدام هذه الطريقة بدمج فيزيوترابيا. وهناك أنواع مختلفة من هذه الأجهزة مصممة خصيصا لنوع الانحراف ومكانه. هذه الطريقة مبنية على فكرة قديمة، حيث من خلال تفعيل قوى خارجية على الجسم يمكن تحقيق التماثل في الهيكل العظمي وتعديل العمود الفقري.
عملية جراحية– عندما تكون الزاوية أكبر من خط 45 درجة، يتم التفكير في إمكانية الجراحة. في هذه المرحلة التشوه بارز ويكون الخلل الجمالي قاسيا ويؤدي أحيانا إلى مشاكل صحية مختلفة أيضا. العديد من التقنيات الجراحية مبنية على إلغاء المفاصل بين الفقرات ويتم التعديل عن طريق زرع قضبان معدنية مثبتة في الفقرات. تجدر الإشارة الى أن الحديث يدور عن عملية جراحية معقدة تتطلب إعادة تأهيل لفترة طويلة، والقرار بإجرائها يتم اتخاذه فقط بعد أن تكون كل إمكانيات العلاج الأخرى قد باءت بالفشل.