الأهل الأعزاء ، مرحبًا بكم،
لقد تسلل، في الفترة الأخيرة، الى حياتنا جميعًا، بالغين وأطفالا، عنصر جديد لم يكن متوقعًا، ألا وهو ڤيروس الكورونا.
إنّ الخروج عن الروتين في حياتنا مثل، إلغاء أطر التعليم والدورات والحد من الأجواء الاجتماعية والعائلية، كل هذه الأمور تضعنا نحن الآباء والأبناء، أمام واقع يومي مختلف عن المألوف لنا، وكذلك أمام المجهول والشعور بعدم السيطرة التي قد تثير القلق.
في هذه الفترة، الحوار العاطفي أهم من أيّ وقت مضى
معظم الأطفال منزعجون وينتابهم القلق من الوضع الحالي، حتى وإن كانوا لا يتحدثون عن ذلك بشكل واضح. وبينما نحن البالغين نعبّر عن عواطفنا من خلال اللغة، بالأساس، فإن الأطفال يعبرون عن عواطفهم من خلال سلوكهم.
يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم، الاستيقاظ ليلًا، التبول اللاإرادي أو عدم التحكم أثناء النهار. ويكون آخرون سريعي الغضب ومحبطون ويميلون الى اللجوء للعنف تجاه الوالدين أو الأشقاء. وفي بعض الأحيان سنرى تغييرات في عادات وتفضيلات الألعاب.
الحوار العاطفي يساعد الطفل على التحكم بمشاعره ويعزز قدرته على تهدئة نفسه بقواه الذاتية
لكي نتيح للطفل أن يتعلم كيفية التعبير عن مشاعره، قمنا بجمع عدد من الاقتراحات لفعاليات مشتركة. تفتح هذه الفعاليات نافذة لعلاقة أعمق مع طفلكم وتستند الى مبدأين بسيطين: تحديد الشعور وإعطاء إحساس بالتحكم به.
"كيف أشعر اليوم"
اختيار إيموجي/ وجه يصف كيف أشعر والقيام برسمه (يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المواد الفنية لهذا الغرض مثل، ملصقات، ألوان "غواش" وغيرها) من المهم أن نسمع من الطفل لماذا اختار هذا الوجه، ما الذي يجعله يشعر بهذا الشعور؟
يمكن القيام بذلك كنوع من الطقوس اليومية وتعليق ذلك على لوح/ جدار، وبالتالي يتكوّن نوع من اليوميات التي تسمح للطفل بالتعرف من خلالها على مجموعة متنوعه من الأحاسيس والمشاعر.
نصائح مهمّة!
- من المستحسن أن يقترح على الطفل استخدام مشاعر مختلفة ومتنوعة (الفرح ، الإثارة، الحب، الغضب، الإحباط، الخوف، إلخ) بالطبع حسب عمر الطفل
- في المشاعر السلبية من المهم أن يذكر أيضًا طريقة التعامل معها وطريقة التهدئة ( أنت غضبت بسبب X، ولكنك نجحت في تهدئة نفسك عندما فعلت Y)
- زيادة التعبير عن المشاعر الإيجابية تلفت انتباهه إلى تجارب إيجابية وتحسن من مزاجه.
"دفتر المراسلات"
إنشاء دفتر يوميات مشترك/ دفتر مراسلات بين أحد الوالدين والطفل، بحيث يقومان بإعداده وتزيينه معًا. هذا دفتر مشترك ينتقل بيننا ويمكن أن نكتب فيه كتابًا معًا، نتبادل التجارب، نشرك بعضنا البعض في الأشياء التي أغضبت/ أهانت/ أسعدت ورسم الشيء الذي فكرت فيه اليوم. وبالنسبة للكبار، يمكن كتابة وسرد قصة متسلسلة، أما للصغار فيمكن لصق ملصقات والقيام بالرسم.
نصائح مهمّة!
- حاولوا أثناء كتابة القصة (وبالطبع عند سرد القصص) التركيز أكثر على البعد العاطفي والتركيز أقل على المعلومات حول ماذا حدث أو ما لم يحدث (بدل أن تسألوا "ماذا فعلت؟" اسألوا "كيف شعرت؟" أو كيف شعرت الشخصية في القصة).
- عندما ترون في كل لحظة أن الفعالية التي قام بها الطفل أدت الى تهدئته، أشيروا الى ذلك وقوموا بمدحه على ذلك.
"دفتر الشكر"
يقوم كل طفل باختيار اسم لدفتره ويقوم بتزيينه وفقًا لذلك (دفتر الشكر، نظارات ورديّة وما شابه). وفي نهاية كل يوم، قبيل موعد النوم، يتجمع كل أفراد العائلة ويكتبون/ يرسمون كل واحد في دفتره إجابات عن الأسئلة التالية: ما الذي أسعدني اليوم؟ ما الذي فعلته اليوم وجعلني سعيدًا؟ لمن أريد أن أقول شكرًا؟ كل واحد من أفراد العائلة يقرأ بصوت عال ثم يذهبون إلى النوم مع شعور بالشكر! بالطبع يمكن إضافة المزيد من الأسئلة بهذا السياق.
"الحر الذي سيذيب الكورونا"
نقوم معًا بإنشاء صندوق "همونا"- ندهن ونزيّن. نضع بجانب الصندوق مجموعة من الاوراق (يمكن بالطبع استخدام الاوراق المعاد تدويرها...). المهمة: يجب على كل واحد متابعة أفراد الأسرة الجميع و"الإمساك به متلبّسًا" بعمل جيد- كلمة طيبة، تنازل، ابتسامة، إلخ. نقوم بكتابة ذلك على الورقة ونضعها في الصندوق. يمكن أن يقوم الأطفال أيضًا بإدخال أوراق لأنفسهم، ونحدد وقتًا نقرأ فيه معًا جميع الأوراق بسرور. يمكن للأطفال الصغار أن يطلبوا من الكبار أن يكتبوا لهم.
نصائح مهمّة!
- حاولوا أن تتماثلوا مع أطفالكم والقيام بتشجيعهم عندما ينجحون أو عندما يبذلون جهدًا من أجل تنظيم مشاعرهم بقواهم الذاتية، وليس فقط خلال السلوكيات الإيجابية اليومية
"أن تراني"
يستلقي الطفل على صفحة ورقية كبيرة بينما يقوم أحد الوالدين بتخطيط شكل جسم الطفل، ومن ثم يتم رسم الوجه وأجزاء من الجسم، (القلب أيضًا) ويتم التلوين، ويمكن كتابة ما يشعر به في كل عضو- هذه طريقة للربط بين الأحاسيس الجسدية والمشاعر (أين أشعر بالضغط/ الهدوء وما إلى ذلك) وكذلك إلقاء نظرة على صورة الجسم، نقاط الضعف والقوة وما إلى ذلك.
نصائح مهمّة!
- بالنسبة للأطفال الصغار وأولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، فالخطوة الأولى هي ربط الشعور بعلامة جسدية. أقوال مثل "لديك ابتسامة عريضة على وجهك، أنت سعيد للعب بالمكعبات" أو "أنت ترفع صوتك وتغلق قبضة يدك، أنت غاضب لأنه عليك الآن أن تذهب للنوم"
- لاحقًا، يمكن أن نسأل الطفل أين يحسّ هو بالمشاعر. أين أحسّ بالجسم هذا الشعور (غضب باليدين والبطن، خوف في البطن والرجلين، سرور في اليدين والرجلين...).
"حبكة الكورونا"
كتابة كتاب/ تصوير فيديو/ تخطيط عرض. يجب اختيار شخصية (حقيقية أو وهمية) مرتبطة بالفترة، وكل يوم يمكن مواصلة الحبكة وإضافة فصول. يمكن إنشاء نوع من الغلاف للكتاب واختيار اسم له وكتابة اسم المؤلف واسم من قام برسم الرسوم (الطفل/ الوالد والطفل). هذه الطريقة تمكن الطفل من التعبير عن مجموعة متنوعة من المشاعر تجاه الوضع والكورونا. وبالنسبة للصغار، يمكنك إبداء الغضب على الصورة، الصراخ، التخلص من التوترات، التودّد والتحدث. بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، يمكن تطوير الحبكة والتعبير عن مجموعة متنوعة من المشاعر في أوقات مختلفة.
نصائح مهمّة!
- حاولوا إعطاء أطفالكم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوات غير الكلامية للتعبير عن مشاعرهم. من خلال عمل ما، لعبة فيديو، يستطيع طفلكم التعبير عن مشاعر ليس بمقدوره بعد أن يحدّدها أو يصفها بطريقة كلامية.
- قوموا بملاءمة مستوى تعقيد القصة بما يتناسب مع مستوى نمو طفلكم لكي يشعر بالارتياح في التعبير عن نفسه من خلال هذه الأداة.
"ليشرب الشوكو مع الخوف"
(تمرين جادي روزين لمواجهة المخاوف. مناسب للأطفال الأكبر سنًا)
- المرحلة الأولى- نطلب من الطفل أن يرسم الخوف (تجسيد الخوف)
- المرحلة الثانية – نطلب أن يعطي لهذا المخلوق اسمًا مكونًا من عدة كلمات
- المرحلة الثالثة - نفحص ما هي سمات المخلوق (الخوف)، ماذا يعني لنا
- المرحلة الرابعة - طريقة التعامل مع الخوف- نفكر الى أيّ اتفاق أريد أن أتوصّل مع الخوف
- المرحلة الخامسة- نفحص كيف يشعر الطفل عندما يتفكّر في الخوف بعد الاتفاق... ما هو الإحساس بين الاتفاقية وبين محاربة الخوف
- للتخليص- نكتب الاتفاقية بأحرف واضحة وكبيرة ونضع ذلك في مكان يساعدنا على تذكر الاتفاقية.
نصائح مهمّة!
- من أجل أن تتيحوا لأطفالكم تطوير آلية صحية للتنظيم العاطفي والتهدئة الذاتية، ينبغي أن يكتسبوا إحساسًا بالسيطرة على مشاعرهم وأن يفهموا أن لديهم الأدوات لإجراء "مفاوضات" مع الشعور الذي ينتابهم.
"ليقوم بالتمثيل"
إنها لفرصة رائعة أن نتيح لأنفسنا وللطفل أن يقوم بتمثيل دور آخر، شخصية أخرى. بالإضافة إلى روح الفكاهة التي نحتاجها في هذه الأيام، هنالك فرصة هنا للتعبير عن شيء لا ننجح أحيانًا في التعبير عنه.
نصائح مهمّة!
- يحب أطفالكم كثيرًا التقاط الصور ورؤية أنفسهم في الصور. قوموا بالتقاط صور لهم بتشكيلة متنوعة من الملابس التعبيرية والعبوا لعبة "تعرّف على المشاعر" التي تظهر في الصور. قوموا بتشجع أطفالكم على لعب مجموعة متنوعة من الأدوار لكي يجرّبوا الأدوار المتعدّدة والمشاعر المختلفة.
- لائموا للمشاعر أيضًا أصواتًا وحركات جسم من أجل زيادة قدرة أطفالكم على تحديد المشاعر بوسائل غير كلامية.
عاش أطفالكم في هذه الأيام أجواء من التغييرات الكبيرة التي تغمرها مجموعة واسعة من المشاعر. وكلما كان لديه المزيد من الأدوات للتعبير عنها والمزيد من الفرص خلال النهار للتطرّق إليها، فإن مناعته النفسية وقدرته على التعامل مع الأوضاع الحياتية الضاغطة ستزداد. فهذه العطلة المفروضة علينا التي نعيشها هذه الأيام يمكن أن تشكل قاعدة لتعميق وتقوية العلاقة العاطفية مع أطفالنا، فقط إذا ما اخترنا أن نكرّس لهذا الأمر عدّة دقائق في اليوم.
نتمنّى لكم النجاح والمتعة!
طاقم معهد تطوّر الطفل
صندوق المرضى مئوحيدت