العيون، هذا العضو الهام والحساس المسؤول عن الحاسة الأكثر تعقيدا لدينا، هي أيضا العضو المعرض لمشاكل صعبة، وللصعوبات في الرؤية هنالك آثار سلبية على التحصيل الدراسي، وعلى الثقة بالنفس والقدرات الرياضية، المجموعاتية والاجتماعية. والأخبار السارة هي أن العديد منها يمكن حلها بشكل ناجع إذا تم اكتشافها في الوقت المناسب، أي خلال مرحلة الطفولة، التي لا تزال حاسة البصر فيها تمر بعملية تطور.
فيما يلي ثلاث نقاط مركزية هامة خلال السنوات الست الأولى للطفل، التي يتم فيها إجراء فحوصات عيون شاملة:
بعد الولادة فورا- فحص ريفلكس الأحمر
عندما يكون كل شيء عادي، من المفروض أن يرى الطبيب انعكاسا أحمر من العيون، بالشكل الذي يذكرنا بـ”العيون الحمراء” التي نراها في كثير من الأحيان في الصور عندما يتم التقاط الصور مع فلاش. لذلك، يسمى الفحص أيضا “ريد ريفلكس” – أي الانعكاس الأحمر. عدم الانعكاس الأحمر من عيون الطفل قد يشير الى بعض المشاكل المحتملة:
كتاراكت (إعتام عدسة العين): هو مرض تفقد فيه عدسة العين شفافيتها. إذا لم يتم تشخيص المشكلة ومعالجتها في الأسابيع الأولى من حياة الطفل فقد يكون الضرر للرؤية غير قابل للعلاج.
انفصال الشبكية: من الجدار الخلفي لمقلة العين. ونتيجة لذلك، تتوقف شبكية العين عن تلقي إمدادات الدم وقد تتضرر العين إذا لم يتم حل المشكلة بسرعة.
ريتينوبلاستوما: سرطان في شبكية العين. إذا كان الاكتشاف في وقت مبكر، فإن نسبة الشفاء هي 100٪ تقريبا.
ومن المهم التأكد من أن فحص الانعكاس الأحمر يجب أن يتم قبل تحرير الطفل من المستشفى. إذا لم يتم إجراء الفحص يجب التوجه بشكل عاجل إلى طبيب الأطفال أو العيون لإجرائه.
جيل 12-6 شهرا – ريتينوسكوبيا وفحص قاع العين
هو فحص بسيط، يستغرق بضع دقائق، يجب أن يجرى حتى لو لم تكن هناك مشاكل في الرؤية لدى الطفل ظاهريا. يجرى الفحص في غرفة مظلمة. يضيء الطبيب داخل عيني الطفل بواسطة مصباح خاص، وينظر فيها من خلال عدسات خاصة. ريتينوسكوبيا (تنظير الشبكية) يمكن من تحديد ما إذا كان الطفل بحاجة الى نظارات، وفحص قاع العين يفحص سلامة أعصاب الرؤية، شبكية العين والأوعية الدموية البصرية في شبكية العين.
فحص كهذا يمكن أن يكشف بعض المشاكل التي من المهم معالجتها في مرحلة مبكرة قدر الإمكان:
قصر أو بعد النظر: هو الوضع الذي ينتج عندما لا تنجح العين في تركيز الصورة التي تلتقطها. يمكن حل المشكلة بسهولة بواسطة النظارات.
العين الكسولة: عندما لا تعمل إحدى العينين كما ينبغي فإن الدماغ يتجاهل المعلومات التي تأتي منها ويفضل استخدام العين السليمة فقط. إذا لم يتم علاج المشكلة في الوقت المناسب، فقد يتطور في هذه العين خلل شديد في الرؤية قد يصل حتى الى العمى.
الحول: حالة تنشأ عندما لا تنظر العيون في نفس الاتجاه. يمس الحول بالرؤية ثلاثية الأبعاد، ويمكن أن يؤدي الى عين كسولة.
جيل ثلاث سنوات ونصف – فحص مسح
في جيل ثلاث سنوات ونصف يجب إجراء فحص عيون للطفل، للتأكد من أن بصره سليم. يجب عدم تأجيل الفحص، لأنه في هذا العمر لا يزال من الممكن علاج العين الكسولة وتحسين رؤية الطفل. أي تأخير في الاكتشاف والعلاج قد يبقيه مع خلل في الرؤية طوال حياته. الفحص بسيط للغاية ويستغرق عدة دقائق: يظهر الطبيب للطفل من بعد صورا مختلفة، ويطلب منه تحديد ما يرى فيها. هذا الفحص يمكن أن يكشف إعتام عدسة العين، قصر أو طول النظر، العين الكسولة والحول، ويؤدي إلى حلول سريعة وفعالة.
جيل ست سنوات
حسب تعليمات وزارة التربية والتعليم، كل طفل يترفع للصف الأول يجب أن يجري فحص عيون. يستغرق الفحص عدة دقائق، وخلاله تعرض أمام الطفل صور مختلفة ويطلب منه وصفها.
وإلى جانب هذه الفحوصات، فيما يلي بعض المؤشرات التي تشير الى أنه يفضل أخذ الطفل إلى طبيب العيون:
إذا كانت عيونه حمراء أو تدمع.
إذا كانت الجفون حمراء، منتفخة، أو تبدو كأنها “هبطت” أو سقطت.
إذا كان الطفل أحول.
إذا كان يعاني من التهابات عيون متكررة.
إذا كان يقوم بفرك العينين بشكل متكرر.
إذا كان الطفل يرمش كثيرا.
إذا كان الطفل يقوم عادة بإغلاق عين واحدة أو تغطيتها، وإذا كان كثيرا ما يقوم بإمالة الرأس في اتجاه واحد.
إذا كان الطفل يقوم عادة بتقريب رأسه إلى اللوح أو الدفتر، أو يجلس قريبا جدا من التلفزيون.
إذا كان الطفل يجفل من الضوء القوي.
إذا كان الطفل يشكو من الرؤية المزدوجة.
إذا كان يشكو في الكثير من الأحيان من الصداع، الدوخة والغثيان.
مع تمنياتنا لكم برؤية واضحة وعميقة.