الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية يجدون صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية، ولديهم ميل إلى أن يكونوا أنانيين ومتلاعبين. وهم لا يشعرون بالتعاطف مع احتياجات ومشاعر الآخرين، ولا يشعرون بالندم بعدما يمسون بشخص آخر. يدور الحديث على الأغلب عن أولاد لديهم صعوبة في قبول الواقع ويعبرون عن الإحباط الشديد عندما لا تتم الاستجابة لهم، ويبدون معارضة تجاه توقعات مختلفة منهم وليسوا على استعداد لقبول وضع حدود لهم.
في معظم الحالات، تنعكس الصعوبات في أكثر من حالة واحدة: في المدرسة، في النادي، في الدورات وفي البيت. يمكن أن تظهر أعراض ذلك في سن ثلاث سنوات. المعدل يدور حول سن الثامنة.
من 5 الى %15 من الأبناء و %2-8 من البنات دون سن 18 عاما يعانون من هذا الاضطراب. وهناك نسبة شيوع أعلى لدى الأولاد الذين يعانون من تأخر في النمو (التخلف العقلي، مجموعة متنوعة من الاضطرابات في مجال الاتصالات، الشلل الدماغي، وغيرها).
المشاكل السلوكية يمكن أن تنشأ على خلفية:
خصائص الشخصية – مزاج خلقي. في معظم الحالات هنالك ميول وراثي وتكون بعض الحالات مرتبطة باضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط أو بمجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية مثل الميل للقلق والاكتئاب.
الأزمات العائلية – نزاعات بين الوالدين، أو بين الآباء والأبناء، ضغط في المدرسة، أزمة دراسية، أزمة اجتماعية، ثكل وحزن.
تغييرات - مثل الانتقال الى بيت آخر، الطلاق والفقدان.
نقص في السلطة الأبوية– صعوبة في وضع حدود وخلافات بين الوالدين فيما يتعلق بتربية الأولاد.
هبوط في السمع والرؤية – نعم، نعم. هذه أيضا يمكن أن تكون أساسا لاضطراب السلوك.
متى تصبح الشقاوة سببا للقلق ومتى ينصح بالتوجه لاستشارة مهنية؟
انتبهوا للعلامات التالية:
- مستوى خطورة السلوكيات - يمكن أن تنعكس الاضطرابات السلوكية بدرجات خطورة مختلفة، ابتداء من الميول للمجادلات والمشاجرات الجسدية الخفيفة بين الإخوة من جهة وصولا الى سلوكيات مثيرة للقلق، مثل الحرق، محاولة إيذاء الآخرين باستخدام سلاح ناري، وتعذيب الحيوانات.
- وتيرة ظهور السلوكيات - عندما تظهر المجادلات، القسوة والميل للمشاجرات خلال كل النهار، مع كل شخصية سلطوية، في كل مكان.
- تأثير المشاكل السلوكية على الأداء الدراسي، الاجتماعي والسلوكي - المشاكل السلوكية المتكررة في المدرسة التي تسبب الإبعاد عن المدرسة، التراجع في التعليم، المس بالعلاقات الاجتماعية.
اضطراب العناد المتمرد (Oppositional Defiant Disorder)
يتم تحديد التشخيص عندما تظهر 4 على الأقل من بين 8 الأعراض المذكورة أدناه بشكل متطرف على مدى ستة أشهر، وبالإضافة إلى ذلك: يؤدي السلوك الى مس كبير بالأداء الاجتماعي أو الدراسي ولا يكون نتيجة حالة نفسية:
الميل لفقدان السيطرة الذاتية، مجادلات متكررة مع الكبار، رفض أو معارضة متكررة لقبول قوانين أو تعليمات تم تحديدها من قبل الكبار، تعمد إيذاء أشخاص آخرين، اتهام الآخرين بالأخطاء أو سوء تصرف من قبل الفتى نفسه، حساسية زائدة عن الحد والميل السريع للشعور بالإهانة من قبل أشخاص آخرين، الميل لمزاج متعكر وسريع الغضب، الميل للانتقام.
اضطراب السلوك (Conduct Disorder)
يتم تحديد التشخيص عندما يكون هناك نمط مستمر ومتكرر للسلوك الذي ينتهك بوضوح حقوق الآخرين أو قواعد السلوك التي تناسب أعمارهم. ينعكس هذا النمط في ثلاثة أو أكثر من المعايير التالية (تظهر المعايير في السنة التي سبقت التشخيص، وعلى الأقل واحد منها ظهر في نصف سنة التي سبقت التشخيص):
عدوانية تجاه الأشخاص أو الحيوانات: تهديدات وتخويف الآخرين، المشاركة في شجارات عنيفة، استخدام الأسلحة الخطيرة، استعراض القسوة الجسدية تجاه الحيوانات أو الناس، سرقة بوجود الضحية (سطو مسلح، ابتزاز وما شابه)، إرغام شخص آخر على اتصال جنسي.
تدمير ممتلكات، إضرام النار المتعمد للتسبب في أضرار كبيرة، تدمير ممتلكات الآخرين عمدا، سرقة أو احتيال، سطو على منزل أو سيارة، استخدام الأكاذيب والخداع، سرقات لأغراض ثمينة، إخلال كبير بالقوانين، التسكع خارج المنزل خلافا لتعليمات الوالدين للذين تقل أعمارهم عن 13 عاما، الهروب من المنزل ليلا (على الأقل مرتين أو مرة واحدة ولكن لوقت طويل)، التغيب المتكرر من المدرسة لمن هم دون سن 13 سنة.
العلاج
علاج اضطراب السلوك هو علاج معقد يتم ملاءمته للولد وللعائلة بشكل شخصي. وقد تتغير طريقة العلاج وفقا لخطورة المشكلة والاضطرابات المرافقة.
هنالك حاجة إلى العلاج النفسي من أجل مساعدة الولد على التعبير عن الغضب وسبل السيطرة عليها. أحيانا قد يساعد العلاج في المجموعة، التي توفر للولد فرصة للتعرف على العلاقات الاجتماعية، والتعامل مع الآخرين باهتمام، ومكان للتعامل مع مجموعة متساوين.
ويتم في بعض الأحيان تقديم علاج معرفي- سلوكي (CBT): علاج على المدى القصير، الذي يتركز في حالات الضائقة وأنماط التفكير وسلوكيات إشكالية تؤدي الى اضطرابات عاطفية. CBT يساعد على تطوير أنماط صحية من خلال التمرن على القيام بمهام علاجية هدفها زيادة الثقة بالنفس، تقليل الحاجة للسيطرة والكمالية، الحد من الأفكار المشوهة والمثيرة للقلق وإعادة وتيرة وقوة المشاعر غير اللطيفة الى المستوى المعياري.
يمكن إعطاء الأدوية كإضافة، وفقا لرأي الطبيب النفساني.