تشير العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة الى العلاقة بين اضطراب نقص الانتباه والتغذية، والى أن النظام الغذائي المتوازن يمكن أن يساعد في مواجهة هذا الاضطراب. التقرير الذي كتب في جامعة كوبنهاغن استعرض الدراسات القائمة حول العلاقة بين تحسين التغذية وأعراض اضطراب نقص الانتباه والتركيز. صحيح أن الباحثين ذكروا أن هيكل المعلومات القائمة تعاني من نقص- على سبيل المثال، حول ما إذا كان التغيير في النظام الغذائي له تأثير على المدى الطويل- لكنهم أوضحوا أن هناك مؤشرات كثيرة على أن التغييرات الغذائية تساعد فعلا بعض الأطفال.
الحرص على التغذية السليمة، المتوازنة والمتنوعة مهم للجميع. تجنب تناول الكثير من السكر، والمشروبات المحلاة، الملونات الغذائية والكافيين هو مفيد لجميع الأطفال. ولكن، بالإضافة إلى آثارها الضارة على الأجهزة المختلفة في الجسم، فإنها تؤثر سلبا على أعراض اضطراب نقص الانتباه أيضا.
إذًا ماذا (وكيف) يفضل للأطفال والمراهقين لديكم، ذوي اضطراب نقص الانتباه، أن يأكلوا؟
فيما يلي بعض التوصيات:
ادمجوا في القائمة الغذائية منتجات تحتوي على أوميغا 3- وخاصة الأسماك مثل التونة والسلمون- وأغذية طازجة، وخصوصا الخضروات والفواكه، والتي من شأنها أن تمنحهم الفيتامينات التي يحتاجونها.
يفضل الانتباه الى الطريقة التي يتناولون فيها الطعام. في بعض الأحيان لا يستطيعون الجلوس لإنهاء الوجبة، وبالتالي لا يأكلون ما يكفي. أحيانا يختارون باندفاعية النقارش غير المغذية عندما يكونوا جوعانين، على الرغم من إدراكهم بأن هذا خيار خاطئ. في بعض الأحيان تكون حركتهم زائدة عن الحد فيحتاجون الى إضافة سعرات حرارية. وفي كثير من الأحيان يعانون من الاضطرابات الحسية التي تؤدي الى قراءة خاطئة لإشارات الجوع والشبع، ولذلك قد يأكلون بشكل غير مناسب: قليلا جدا أو كثيرا جدا. انتبهوا لكل هذا، وحاولوا توجيههم إلى نظام يتضمن وجبات منظمة، كاملة ومغذية.
شددوا على وجبة الفطور: هنالك عدد من الدراسات التي تؤكد على الأهمية الكبيرة لوجبة الإفطار التي تشكل نوعا من “التزود بوقود السكر” وتتيح التحسن الملحوظ في الأداء الدراسي للطفل. فالأطفال الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار عانوا أكثر من الاضطرابات في التركيز، التعب، الاضطرابات السلوكية وصعوبات في التعليم. الوجبة المتوازنة التي تحتوي على العناصر الغذائية الهامة مثل البروتينات والكربوهيدرات المعقدة، تتيح أداء أفضل في المدرسة وتقلل من خطر الاضطرابات السلوكية والتعليمية. وهذه التوصية صحيحة أيضا للأطفال الذين لا يعانون من اضطراب نقص الانتباه والتركيز.
انتبهوا الى وجود العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد، فيتامين B12، فيتامين A، الثيامين (B1) واليود وغيرها، في الغذاء الذي يتناوله طفلكم، وهو ما زال صغيرًا.
ادمجوا في القائمة الغذائية الأطعمة الغنية بالزنك: الزنك هو عامل مرافق هام في عملية التمثيل الغذائي للناقل العصبي، الأحماض الدهنية، البروستاجلاندين والميلاتونين، و يؤثر أيضا بشكل غير مباشر على عملية التمثيل الغذائي للدوبامين (الدوبامين هو الناقل العصبي الذي يلعب دورا هاما في اضطراب نقص الانتباه والتركيز).
مصادر غذائية جيدة لمعدنية الزنك: اللحوم، البقوليات، الحبوب الكاملة، لب القمح، الجوز، والحبوب المدعمة بالزنك.
هل هناك منتجات غذائية يجب تجنبها؟
يبدو أن الجواب لن يفاجئكم. فحصت دراسة أسترالية عادات التغذية لدى ما يقارب ألفين من المراهقين وفرزتها وفقا لنمطين رئيسيين: نظام غذائي غربي حديث ونظام غذائي صحي. “النظام الغذائي الغربي” استند الى الأغذية المصنعة والمقلية، الغنية بالدهون المشبعة والسكريات والملح. ومقابل ذلك، نظام غذائي صحي يشمل الخضروات والفواكه، الأسماك التي تحتوي على أوميغا 3 والحبوب الكاملة، مع الألياف الغذائية والفيتامينات. اتضح أن الوجبات السريعة “جانك فود” لا تسبب السمنة الزائدة فقط، بل مرتبطة بتفاقم أعراض اضطراب نقص الانتباه. وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه الذين استهلكوا الكثير من اللحوم الحمراء والمقلية ومنتجات الحليب ذات نسبة دهون عالية والحلويات والسكر المكرر، مرّوا باضطراب في الأعراض.
ساعد في إعداد هذا التقرير: الدكتور زيف بار، مئوحيدت التكميلية