مرض السكري هو واحد من أكثر الأمراض شيوعا في المجتمع. من الواضح ، حتى يومنا هذا، أن هذا المرض في تزايد مستمر بين مختلف السكان الذين يتبنون نمط الحياة الغربي، مثل السكان العرب، اليمن والإثيوبيين في البلاد.
مرض السكري
مرض السكري هو مرض معقد تكمن فيه العديد من المخاطر التي تؤثر على جميع مجالات الحياة للمريض، ولذلك فإن علاجه متعدد التخصصات: طبي- دوائي، غذائي، سلوكي. من الجانب الغذائي- الذي سأركز عليه في هذا المقال- الهدف الرئيسي من العلاج هو تمكين المريض من ممارسة حياة طبيعية ومنع مضاعفات المرض من خلال الحفاظ على مبادئ نظام الغذاء المتوازن، سواء أكان العلاج يشمل الدواء أم لا.
أهداف العلاج الغذائي
الحفاظ على مستويات السكر قريبة إلى وضعها الطبيعي
الحفاظ على مستويات الدهون في الدم طبيعية
منع مضاعفات قصيرة المدى وطويلة المدى
الحفاظ على العجز في السعرات الحرارية اليومية لتحسين الحساسية للأنسولين وتوازن التمثيل الغذائي
اكتساب والحفاظ على الوزن المثالي للجسم
ويستند العلاج الغذائي على ثلاثة مبادئ:
- ماذا نأكل
- كم نأكل
- متى وكيف نأكل
ماذا نأكل؟
نأكل من كل المجموعات الغذائية، أي الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات والمعادن. لتحديد قائمة الطعام اليومية، يفضل دائما استشارة أخصائي/ة التغذية.
الكربوهيدرات - تنقسم مجموعة الكربوهيدرات إلى نوعين:
- الكربوهيدرات البسيطة – تلك الحلوة بالفم. يتم امتصاصها بسرعة في مجرى الدم وتسبب ارتفاعا سريعا نسبيا في نسبة السكر في الدم. ويوصى بالتقليل من هذا النوع من الكربوهيدرات قدر الإمكان: يمكن أن تستهلك منها حتى 10٪ من إجمالي الكربوهيدرات العام، وفقط في إطار وجبة كاملة.
- الكربوهيدرات المعقدة- مثل الخبز، الأرز، البقول، البرغل، الحنطة السوداء وما إلى ذلك، حيث يتم امتصاصها ببطء أكثر في مجرى الدم وتؤدي الى حدوث زيادة معتدلة نسبيا في نسبة السكر في الدم. من هذه المجموعة ينصح باستهلاك كمية أكبر في إطار استهلاك الكربوهيدرات اليومي.
يمكن استهلاك مُحلّيات اصطناعية- مثل السكرازيت، الأسبارتام، والتي لا تحتوي على سعرات حرارية وتستخدم كبديل للسكر. السكريات الكحولية، مثل مانيتول، سوربيتول، إكسيليتول توفر السعرات الحرارية وتمر بعملية التمثيل الغذائي وهي، كسكريات عادية، محدودة الاستهلاك.
الألياف الغذائية - تعتبر مجموعة فرعية من الكربوهيدرات، مع فارق واحد: لا يتم امتصاصها بالجسم، وبالتالي لا تعتبر مزوّدة للسعرات الحرارية. هذه هي، على سبيل المثال، قشور الفواكه والخضروات، صمغ الغوار، الشوفان، البقول، الحنطة السوداء وما شابه. نحن نعرف نوعين من الألياف: الألياف غير القابلة للذوبان في الماء مثل تلك الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب التي تكون مساهمتها الأساسية تفعيل الأمعاء ومنع ظاهرة الإمساك – وألياف قابلة للذوبان في الماء، مثل تلك الموجودة في الشوفان والبقوليات التي يتعلق نشاطها بتخفيض مستويات الكوليسترول والسكر في الدم. بشكل عام، تناول الألياف مهم في زيادة الشعور بالشبع، وبالتالي الحفاظ على الوزن أيضا. يوصى باستهلاكها بكمية 30-40 غراما في اليوم.
الدهون - لها دور هام في القائمة الغذائية، ولكن يجب أن نعرف كيف نستهلكها بحكمة. نحن نعرف ثلاثة أنواع من الدهون:
الدهون المشبعة - مثل السمن (مرجارين) والزبدة ومنتجات الحليب أكثر من 5٪ دهون، وزيت جوز الهند وغيرها، والتي تسبب أساسا إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وزيادة في مضاعفات مرض السكري، ولذلك يجب الحد من استهلاكها.
الدهون الأحادية غير المشبعة - مثل زيت الزيتون، زيت السمك، الفستق وغيرها، التي تساعد على الحد من المضاعفات الناجمة عن مرض السكري، وينصح باستهلاكها وفقا لكمية إجمالي الدهون التي تحددها قائمة الطعام.
الدهون المتعددة غير المشبعة - (الزيت السائل) مثل زيت الصويا، زيت العصفر، عباد الشمس وغيرها، التي تساعد في خفض مستويات الكوليسترول في الدم. نظرًا لقدرة هذه الزيوت على الأكسدة في الجسم والمس بخلايا الجسم، يوصي بالتقليل من استهلاكها.
البروتينات - حجر البناء للخلايا، الهرمونات والعضلات. نحن نعرف نوعين من البروتينات:
البروتينات الحيوانية - اللحوم، الدواجن، الأسماك، الحليب والبيض. وهي معروفة كبروتينات ذات قيمة بيولوجية عالية، ذلك لأن الجسم يستغلها على أكمل وجه.
البروتينات النباتية- البقول، الحبوب منتجات الصويا، والتي جودتها للجسم أقل فائدة من البروتين الحيواني، ولكن بدمج صحيح للأغذية يمكن استغلالها جيدًا. يجب الانتباه الى أن الأغذية النباتية التي تحتوي على بروتينات قد تحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات مثل النجيليات، أو كمية كبيرة من الدهون كما في الجوز واللوز، ولذلك يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار عند بناء القائمة الغذائية.
الفيتامينات والمعادن - هذه المواد التي يجب استهلاكها بكميات قليلة، ولكن ضرورتها للنشاط السليم للجسم غير مشكوك فيها. يمكن أن تستهلك الفيتامينات والمعادن عبر تناول الخضروات والفواكه، وكذلك من سائر المجموعات الغذائية الرئيسية.
كم نأكل؟
لكل شخص وآخر الكمية الخاصة به وفقا لعمره، جنسه، وزنه، نمط حياته، نشاط البدني وشخصيته. وفي حالة المرض سواء أكان عابرًا أو مزمنًا كمرض السكري، يجب الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطر الأخرى والعلاج الدوائي.
بشكل عام، ينصح بزيادة تناول الخضروات الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، ومعظمها (باستثناء الخضار النشوية) قليلة السعرات، وتحديد استهلاك السوائل مثل الماء، الصودا، الشاي النباتات الخالية من السكر على الأقل لكمية 10 أكواب يوميا، وتفضيل الدقيق والحبوب الكاملة، والحد من استهلاك الفواكه وتقليل إجمالي الدهون في القائمة الغذائية.
متى وكيف نأكل؟
من المهم تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين الى ثلاثة وجبات بينية، بفارق 3 ساعات.
هام: ينبغي أن تشمل كل وجبة جميع المجموعات الغذائية
إلى ماذا من المهم أن نتطرق بعد؟
السمنة - إضافة للوزن فوق المدى المطلوب وفقا للطول، الجنس، العمر، ومبنى الجسم حسبما تحدد عبر معايير BMI مؤشر كتلة الجسم، الجداول، طيات الجلد. السمنة تشكل عامل خطر لأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطان وغيرها.
يجب على مرضى السكري الوصول الى وزن جسم سليم (أقل من B.M.I. 25 كغم / م2). من أجل التحقق من الوزن السليم وكيفية التصرف في حالة وجود سمنة، ينصح باستشارة طبيب والحصول على إرشاد من أخصائي/ة التغذية.