عدتم من المستشفى. أنت الآن أم. الأسابيع المقبلة قد تكون مثيرة، وتبعث على التحدي ومكثفة بصورة لم تعرفوها من قبل، من جميع النواحي. الأسابيع الستة بعد الولادة، تلك التي تسمى “مضجع الولادة” (رغم أن لا أحد يتوقع أن تكوني في الفراش فقط خلالها) هي الفترة التي يتعافى فيها الجسم والعقل ببطء من التجربة المرهقة التي مررت بها. وهو الوقت للتمركز والتركيز بنفسك وبطفلك الجديد. نورد فيما يلي ما ينتظرك، والحالات التي يفضل فيها التوجه للاستشارة. والأهم من ذلك – مبروك.
انكماش الرحم
بعد الولادة يبذل الرحم جهودا كبيرة للعودة إلى حجمه الأصلي. في غضون شهر من يوم الولادة ينكمش الرحم الى عشر حجمه في نهاية الحمل، وينخفض من وزن 1000 غرام لوزن مائة غرام تقريبا. سوف تشعرين بعملية انقباض الرحم، وخاصة في أول يوم– يومين بعد الولادة، لأنه يحدث فيهما التغيير الأكبر بحجمه.
من الممكن أن تشعري بألم مستمر في منطقة البطن أو بسلسلة تقلصات تشبه الطلق، وأحيانا بألم متزايد أثناء الرضاعة. إذا شئت، يمكنك تلقي علاج عن طريق مسكنات للألم.
إفرازات
هذا أيضا يحدث. بالتوازي مع عملية الانكماش، يتنظف الرحم من بقايا الحمل، التي تفرز الى الخارج عبر المهبل. ويسمى هذا الإفراز لوكيا (LOCHEA)، ويختلف أيضا من امرأة إلى أخرى. في الأيام الأولى بعد الولادة يكون لونه أحمر، لأنه يحتوي على الدم، وأحيانا تجلطات الدم. وخلال الأيام التالية يحصل الإفراز على لون وردي، وبعد حوالي عشرة أيام يصبح لونه أبيض- يميل الى الاصفرار. إذا ظل لون الإفراز أحمر قوي بعد نحو أسبوعين من الولادة فربما يكون قد تبقى بقايا من المشيمة أو أن مكان وصل المشيمة بالرحم لم يلتئم. في هذه الحالة، يفضل التوجه لطبيبك المعالج لإجراء فحص. وهناك حالة أخرى يفضل فيها إجراء فحص على يد الطبيب، وهي عندما تكون هناك رائحة كريهة. وذلك من أجل استبعاد الالتهاب في بطانة الرحم.
التردد على الحمام
في الأيام الأولى بعد الولادة، يميل الجسم للتخلص من السوائل الزائدة التي تراكمت خلال فترة الحمل، لذا قد تشعرين بالحاجة إلى إفراغ المثانة البولية بشكل متكرر. وأحيانا تحصل حالة عكسية تكون فيها المثانة ممتلئة، ولكن لا تشعرين بالحاجة إلى التبول بسبب فقدان مؤقت للإحساس في المنطقة، على سبيل المثال، بعد تلقي أدوية مسكنة للألم، وخاصة افيدورال، أو في الحالات التي حدثت فيها تمزقات واسعة في منطقة المهبل وأرضية الحوض. من المهم أن تحاولي إفراغ المثانة بعد الولادة ببضع ساعات، حتى لو لم تشعري بحاجة لذلك.
فقدان الوزن
العديد من النساء يشعرن بخيبة أمل بعد الولادة: البطن لا يزال منتفخا وكذلك التنزيل الفوري للوزن لا يلبي التوقعات- خروج محتوى الرحم (الطفل، المشيمة، والسائل الذي يحيط بالجنين) والنزيف بعد الولادة، كل ذلك يسهم في فقدان حوالي 5 إلى 6 كغم فقط. والانخفاض في محتوى السوائل في الجسم يساهم في خسارة 2-3 كغم إضافية، بالأساس في إفراز كميات كبيرة من البول خلال الأسبوع الأول بعد الولادة.
ولكن لا حاجة للقلق. يميل البطن المنتفخ إلى التسطح مع مرور الوقت، ومع نهاية فترة “مضجع الولادة” يمكن مساعدة هذه العملية عن طريق ممارسة الرياضة البدنية لتقوية عضلات البطن. وقد أظهرت الدراسات أن معظم النساء تعود الى وزنهن الأصلي (في بعض الأحيان مع إضافة كغم واحد أو اثنين) في فترة حتى ستة أشهر بعد الولادة. وتبين أيضا أنه لدى النساء اللواتي عدن سريعا إلى عملهن، أو لدى نساء بعد الولادة الأولى، كانت خسارة الوزن أسرع.
عودة الحيض
لدى النساء غير المرضعات يظهر الحيض عادة في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الولادة. ولدى المرضعات، فإن طول الفترة حتى الظهور المتجدد للدورة الشهرية يختلف ويمكن أن يتراوح بين شهرين إلى 18 شهرا. (وبالمناسبة، علينا أن نؤكد هنا أن الرضاعة الطبيعية لا تمنع بالضرورة ظهور حمل آخر. وقد أظهرت أبحاث مختلفة أنه في غضون سنة واحدة من يوم الولادة، يحدث التبويض لدى 60٪ من النساء المرضعات، وبالتالي فإنه من الواضح أنهن يمكن أن يدخلن في حالة حمل أيضا).
الرضاعة
الحليب الذي في ثدييك ينتج بآلية رد كردة فعل لعملية الرضاعة. مع تحفيز حلمة الثدي ينطلق من الغدة النخامية لديك هرمون البرولاكتين، الذي يحفز الثديين لإنتاج الحليب. ولذلك، كلما رضع الطفل أكثر، يتكوّن في ثدييك المزيد من الحليب. في الأسابيع الأولى بعد الولادة، عندما تكون هذه الآلية غير منتظمة بعد بما يكفي، قد تشعرين بإحساس امتلاء الثديين. وهذا شعور ليس لطيفا، وقد يتطور إلى ألم حقيقي.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تراكم الحليب إلى تطور التهاب في الثديين. ولذلك إذا كان لا بد من تخطي وجبة، فمن المفضل شفط الحليب من ثدييك بواسطة مضخة. يمكنك استخدام كمادات الثلج أو ورق الملفوف للتخفيف من الانزعاج والألم. كما أن الاستحمام بماء متدفق وتدليك الثدي يساعد في تخفيف الألم.
تقلب المزاج
في الأيام الأولى بعد الولادة قد تمرين بحالات مزاجية متنوعة، تتراوح بين السعادة والشعور بفرح كبير وبين الشعور بالحزن، وحتى الاكتئاب الخفيف. هذا أمر طبيعي، نابع من عاصفة هرمونية ومن التكيف مع وضعك الجديد: من ناحية الفرحة بولادة الطفل كبيرة، ولكن من الناحية الأخرى قد تبدئين بالقلق على سلامة الطفل، أو التخوف من المستقبل، الذي عليك فيه أن تبدئي بالعمل كأم.
وأنت أيضا، كما كل الأمهات، ستجدين بالتأكد التوازن الصحيح لعواطفك في غضون أيام قليلة. إذا كانت هذه المشاعر لا تختفي أو تظهر بصورة صعبة تعيق أداءك اليومي، فمن المفضل أن تتحدثي مع طبيبك المعالج، وهو سيحولك للحصول على المساعدة المناسبة.