الصيف على الأبواب. التفكير في الملابس الخفيفة، ملابس البحر وملابس الشاطئ، تسبب لكثيرين وكثيرات أن يقوموا بتبني حلول على شكل حمية قاسية، في حين أن التفكير الوحيد هو تنزيل الوزن بسرعة ولا يهم كيف، أو ماذا سيكون بعد ذلك.
إذًا هكذا، من المهم جدا أن نفهم أن هذا الحل ليس فقط أنه غير ناجع، بل قد يكون خطيرا أحيانا أيضا. من المهم أن نفهم أن تنزيل الوزن والحفاظ عليه لفترة طويلة، هو عملية مستمرة مدى الحياة وليس نشاطا متمركزا، كما ينظر الكثيرون إلى الحمية. وفقط القليل يدركون أن الصعوبة في تنزيل الوزن بشكل متتابع، وخاصة الحفاظ عليه، نابع من الحمية الجنونية التي تسبب مع مرور الزمن أضرارا مختلفة في الجسم مثل الضرر في الجهاز الهضمي والكلى، والجهاز المناعي، والتكاثر، وما إلى ذلك- وهذه أضرار قد تكون غير قابلة للعلاج.
الخروج من التوازن
المشكلة الرئيسية في الحمية القاسية هي أنها ليست متوازنة، سواء من حيث تركيبة المجموعات الغذائية والسعرات الحرارية. صحيح أن فقدان الوزن هو صيغة بسيطة تتمثل في الإخلال بتوازن إدخال السعرات الحرارية وإخراجها (استخراج أكثر، إدخال أقل)، ولكن جسمنا أكثر ذكاء، حيث يرد بهجوم. النتيجة: بعد بضعة أيام يتوقف فقدان الوزن وعند إيقاف الحمية، يزيد الوزن بشكل أعلى مما كان عليه في البداية، وليس هناك ما هو محبط أكثر.
1000 سعرة حرارية في اليوم
إذًا ماذا يمكن أن نفعل؟ أولا وقبل كل شيء، عدم الإضرار بالصحة. الحمية السليمة تتطلب استهلاك غذاء ثابت ومتوازن، وفي الأوقات الصحيحة ومتناسبة مع نمط الحياة الشخصية. من خلال سنوات عديدة من الخبرة، فإن التمسك بحمية 1000 سعرة حرارية في اليوم، (باستشارة وتوصية أخصائية تغذية/ مؤهلة فقط) قد يؤدي الى التخفيض المطلوب. في كل الأحوال، وفي أي حمية، يتم فقدان السوائل في المرحلة الأولى لتنزيل الوزن، الأمر الذي ينعكس في تنزيل ما يتراوح بين 3-1 كغم في الأسبوع الأول (تقريبا، ويتعلق ذلك بالوزن الأولي وقدرة التشديد على القائمة الغذائية). وهذه ليست حمية عجيبة، ولكن عملية طبيعية للجسم. وبعد أسبوع تقريبا، يكون فقدان الوزن، في كل أنواع الحمية، معتدلا أكثر ومتشابها تقريبا (وكل ذلك عبارة عن عملية سعرات حرارية داخلة، مقابل سعرات حرارية خارجة).
لكل عملية حمية يفضل بالطبع إضافة نشاط بدني. هذا لا يعني أن يحل محل قائمة الحمية، ولكن دمجه يسرع فقدان الوزن، ويساعد على بناء جسم رشيق ويكسب عادات حياة صحيحة، صحية ومنظمة. النشاط البدني الهوائي المنظم لمدة 30 دقيقة يوميا، خمس مرات في الأسبوع، سيؤدي الى نتائج إيجابية خلال وقت قصير.
منذ الغد حمية: كيف نفعل ذلك؟
تحديد هدف شخصي: أولا. ومن المهم أن يكون ذلك هدفا ذا قيمة كبيرة بالنسبة لكم. أي هدف يكمن فيه الربح. وليس المقصود هنا أرباح من نوع “وأخيرا يمكنني ارتداء بنطلون مقاس 40” أو “أكون أجمل واحدة في الحفل”. القصد من ذلك هو شيء أكثر من ذلك بكثير بالنسبة إليكن شخصيا، مثل زيادة ثقتك بنفسك، أن تشعري بالراحة وتحبي نفسك أو مجرد أن تشعري على نحو أفضل والحفاظ على الصحة. الهدف ذو القيمة من هذا النوع، يعطي قوة هائلة في أوقات الأزمات، ويتيح المداومة على قرار إنقاص الوزن والبقاء نحيفة.
خفض التوقعات: كثير من الذين يعانون من الوزن الزائد يعتقدون بأن زيادة الوزن تحول دون نجاحهم في شتى مجالات الحياة مثل، الصعوبة في الحصول على وظيفة جديدة، أو الصعوبة في العثور على شريك. من المهم أن نفهم أن ليس كل إنسان مبنيا أن يكون نحيفا والوزن الصحيح لا يشير إلى الأشخاص صغيري الحجم، أو الى وزن معين حدده الناس لأنفسهم في مخيلتهم. هناك الكثير من الأشخاص البدينين الناجحين والوزن بحد ذاته ليس هو العامل الوحيد في خيبات الأمل المختلفة في الحياة. ولذلك، يجب خفض التوقعات. والاستفسار حول الوزن المناسب لكل واحد حسب عمره، جنسه، نمط حياته، شخصيته، أهدافه الشخصية وبنية جسمه (إنه لمن غير المعقول في سن 50 أن أريد أن أزن كما في سن 20).
وإذا كنا نتحدث عن التوقعات: على الرغم من أن كل ذوي الوزن الزائد يعلمون أنهم لم يتحولوا الى بدينين بين عشية وضحاها، فإنهم ما زالوا يتوقعون أن يصبحوا نحيفين بين عشية وضحاها. إن عملية فقدان الوزن هي عملية طويلة ومرهقة، وأحيانا إلى درجة اليأس. يجب خلق توقعات قصيرة المدى. فكل نزول في الوزن مهما كان صغيرا يعد إنجازا رائعا، وإذا كان هذا هو التوجه على مدى كل عملية الحمية، فإن مواجهة الأمر ستكون أسهل بكثير.
التطرق للأكل: من المتبع الاعتقاد بأن تناول منتجات الحليب الدايت المحلاة (معدنيم)، والخبز الخفيف أو الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية هو شيء أكيد (ماذا؟ هذا يؤدي الى السمنة؟). من المهم جدا النظر بجدية لعادات الأكل وأن نكون على معرفة بكل شيء من المواد الغذائية التي تدخل الى فمنا. يجب أن نقرأ جيدا ماذا يحتوي المنتج (مسجل على ملصق الغذاء)، ويفضل أن نتعلم ماذا تعني المعطيات المسجلة. هل 0٪ دهون يعني أن المنتج خال من السعرات الحرارية؟ إذا كان المسجل على الملصق غير واضح، فهذا هو الوقت المناسب لنسأل ونستفسر ماذا قصد المنتج، وهل قصده يناسب احتياجات أو هدف التخسيس.
استشارة مهنية: القرار الصائب والحكيم هو الذهاب للحصول على استشارة مهنية وموثوق بها وعدم الوقوع في إغراء عروض الحمية الغريبة وغير المتوازنة التي قد تضر بصحة الجسم. ومن الجدير بالذكر أن هدف الصناعة والميديا ليس دائما يكون مماثلا لأهداف التخسيس، ومن المهم أن نتذكر أن أي حمية تخسيس تؤثر على جسمنا الذي هو أغلى شيء لدينا، ويجب أخذ هذا الأمر بشكل جدي وليس باستخفاف. ويفضل دائما استشارة شخص مهني ومؤهل، وبذلك نستفيد من تنزيل الوزن وكذلك من المحافظة على صحة الجسم.
فيما يلي، على سبيل المثال، نموذج لقائمة غذائية صحيحة، غير متطرفة، صحية وتؤدي الى التخسيس.
القائمة هي للأسبوع الأول فقط. من المهم أن نتذكر أنه يجب استشارة الطبيب قبل البدء في حمية للتخسيس، وأن هذه القائمة موجهة للأشخاص الأصحاء. بعد أسبوع يجب تبديل القائمة الغذائية بقائمة أخرى.
وجبة الإفطار:
شريحة خبز عادي مدهونة بلبنة 5٪
خضار
شرب بدون سكر
وجبة خفيفة
فاكهة
شرب بدون سكر
وجبة غداء
حبتان من البطاطا المسلوقة أو المشوية (وسط)
سلطة + ملعقة زيت وتوابل
جيل، ايشل أو يوغورت
شرب بدون سكر
وجبة خفيفة
شريحة خبز عادي مدهونة بلبنة 5٪
خضار
شرب بدون سكر
وجبة عشاء
بيضة بأي شكل
سلطة + ملعقة زيت وتوابل
حبتان من البطاطا المسلوقة أو المشوية
فاكهة
شرب بدون سكر
إلزامي: الشرب خلال النهار حوالي 10 أكواب مشروب غير محلى
توصية: نشاط بدني ملائم شخصيا.
بالنجاح.