المخاط هو إفراز طبيعي وعادي جدًا. ولكن عندما لا يبقى كذلك، ويصبح الإفراز يدل على حالة مرضية، فإنه يغير لونه الصحي والشفاف. يتحول الى لون أبيض ولزج في بداية الالتهاب أو الرشح؛ ويتحول الى الأصفر مع تقدم الالتهاب، بينما خلايا الدم البيضاء تتدفق إلى المنطقة لمحاربة البكتيريا أو الفيروسات، ويتحول الى أخضر عندما يشدّد الجهاز المناعي محاربته “للغزاة”. يزداد سيلان الأنف، ويتكثف المخاط ويبدأ بتغيير لونه؟ تسعلون، تشعرون بالضعف، وترتفع درجة حرارة جسمكم؟ وتشير الرزنامة الى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر؟ من المرجح أن الحديث يدور عن إنفلونزا.
زائرة دائمة
الإنفلونزا هي مرض فيروسي منتشرة ومعدية وأعراضها مصحوبة بحمى، أوجاع عضلات، السعال، أوجاع الحلق وصداع. هذه الأعراض خفيفة وتزول من تلقاء نفسها عادة في غضون أسبوع إلى عشرة أيام. وفي بعض الحالات، كما لدى فئات الهدف التي حددتها وزارة الصحة، قد يتدهور المرض ويؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض المزمنة وحتى الى الوفاة.
الانفلونزا قد تفاقم حالة المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وقد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بجلطة القلب والدماغ لدى المجموعات المعرضة للخطر. حتى بالنسبة لأولئك الذين ليسوا في مجموعة الخطر فإن الأنفلونزا قد تتعقد. التعقيد الشائع، وإن لم يكن الوحيد، هو الالتهاب الرئوي. في كل سنة يموت في إسرائيل بسبب الانفلونزا نحو 1500 شخص لم يتلقوا التطعيم: من جميع السكان، ليس فقط من الفئات المعرضة للخطر.
كيف تنقل عدوى الانفلونزا؟
إن المسبب للإنفلونزا هو فيروس يدعى (Influenza)، الموجود في إفرازات الجهاز التنفسي، وينتقل من شخص الى آخر بواسطة الرذاذ الذي ينتشر في الهواء عندما يسعل المريض. تمخيط الأنف أو ملامسة منطقة الفم والأنف تنقل الفيروس الى المحرمة وكفوف اليدين، ومن هناك الى الأشياء التي يتم لمسها.
إذًا ما العمل؟ نتلقى التطعيم. وقبل حلول فصل الشتاء. مبنى الفيروس يتغير من سنة إلى أخرى، وبالتالي لا بد من تلقي التطعيم كل سنة من جديد. إن النسبة الأعلى للإصابة بالمرض التي سجلت في إسرائيل كانت بين تشرين الثاني وأواخر آذار، ولذلك يفضل تلقي التطعيم خلال شهر تشرين الأول.
من يفضَّل أن يتلقى التطعيم؟
- الجميع. ولكن هنالك مجموعة من الأشخاص أيضا ينصح بشكل خاص أن يتلقوا التطعيم:
- أبناء 6 أشهر فما فوق الذين يعانون من أمراض مزمنة
- الأطفال من جيل نصف سنة.
- أمراض القلب والأوعية الدموية المكتسبة أو الخلقية، بما في ذلك أمراض القلب الروماتيزمية
- تصلب الشرايين
- قصور القلب
- التهاب الشعب الهوائية (الربو)
- التهاب الشعب الهوائية المزمن
- التليّف الكيسي
- توسع الشعب الهوائية
- نفاخ رئوي
- السل
- الحالات المزمنة بعد اضطرابات التنفس في فترة الولادة
- مرض السكري
- أمراض أيض مزمنة أخرى مع ميول متزايد لتطور التهابات
- أمراض الكلى والمسالك البولية المزمنة
- أمراض الكبد
- الأمراض العصبية
- أمراض الدم
- أمراض مصحوبة بقمع نظام المناعة، بما في ذلك الإيدز والأمراض الخبيثة
- المرضى الذين يتلقون العلاج المثبط للمناعة
- نقص الدم المزمن
- السمنة المرضية– BMI 40 فما فوق
- النساء اللواتي يخططن للحمل، النساء الحوامل ونساء في فترة النفاس.
- الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 18 سنة الذين يتلقون علاجًا طويل الأمد بالأسبرين بسبب خطر المعاناة من متلازمة راي فيما إذا أصيبوا بالإنفلونزا.
- الفئات التي قد تنقل الإنفلونزا للأشخاص المعرضين لخطر عال.
- جميع العاملين في جهاز الصحة.
- من يقدمون العلاج والمتطوعون الذين يقومون بزيارات بيتية لدى الأشخاص المعرضين لخطر عال.
- أفراد عائلة الأشخاص المعرضين للخطر، وخاصة الذين يقومون برعاية من هم أقل من 5 سنوات أو برعاية بالغين تزيد أعمارهم عن 50 سنة، مع التشديد على أهمية تلقي التطعيم لمن يقومون برعاية الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.
- الأشخاص الذين يشغلون مناصب رئيسية أو يعملون في الخدمات المجتمعية الحيوية ونتيجة لارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض في هذه المجموعة قد تحدث تشويشات في تأدية الخدمات للسكان.
- الأشخاص الذين رقدوا للعلاج في المستشفى إثر الإنفلونزا وإثر أمراض شبيهة بالإنفلونزا، أو إثر التهاب رئوي في الماضي.
ما هي الآثار الجانبية للتطعيم؟
منذ خمسين سنة تعطى التطعيمات ضد الانفلونزا لعشرات الملايين من الناس في عشرات الدول. وتقوم وزارات الصحة في جميع أنحاء العالم بالمتابعة الاستباقية للذين يتلقون التطعيم، ولم يتم الإبلاغ قطعيا عن آثار جانبية خطيرة للتطعيم ضد الانفلونزا.
الآثار الجانبية الشائعة للتطعيم هي أوجاع، تورم واحمرار في موقع الحقن وعلامات خفيفة من الانفلونزا (حرارة خفيفة، رشح، آلام في العضلات). هذه الآثار الجانبية تزول بعد 24 ساعة.
“لكني أتمتع بصحة جيدة. لماذا لي أن أتلقى إبرة حقن؟”
- لأن هذا هو المعنى الحقيقي للحفاظ على نمط حياة صحي: تجنب المرض، بدل علاجه عندما يحدث.
- لأنه عندما تتلقون التطعيم، فإنكم تقومون بتقوية كل من يوجد في محيطكم. ولكي ينتشر الفيروس هنالك حاجة لشخص يحمل الفيروس وشخص آخر غير مطعّم. ولذلك فإن للتطعيم معنى اجتماعيا عميقا أيضا: كلما تلقى المزيد من الأشخاص التطعيم، فإننا كمجتمع نستطيع منع تفشي المرض ومضاعفاته.
- لأن ذلك، ببساطة، متوفّر بدون تكلفة ودون آثار جانبية جدّية.
- لأنه يحق لكم ولأبنائكم أن تقضوا شتاءً لطيفًا، خاليًا من السعال، وبدون مقياس حرارة، وعقاقير وأيام مرضية.
كيف نمنع انتقال العدوى؟
يمكن أن نقلل بشكل كبير من مخاطر الاصابة بالأمراض الشتوية المعدية بشكل عام، وبالإنفلونزا بشكل خاص من خلال اتخاذ بعض التدابير البسيطة. تنتمي طرق الوقاية إلى مجموعتين رئيسيتين: التطعيمات- التي تم الحديث عنها بتوسع- ووسائل غير دوائية. وهي كما يلي:
- نحافظ على غسل اليدين قبل كل وجبة، وبعد كل سعال، عطس أو تمخيط.
- نعطس ونسعل نحو المرفق أو محرمة ورق، وليس نحو كف اليد.
- نلقي المحارم الورقية المستعملة في سلة النفايات على الفور.
- نحافظ على مسافة متر على الأقل من شخص يسعل أو يعطس.
- نحمل في الحقيبة دائما مستحضرات مضادة للبكتيريا على أساس الكحول، الأمر الذي يتيح تطهير اليدين في كل حين.
- إذا حدثت الإصابة بالإنفلونزا، يجب تقليص الاتصال ببقية أفراد البيت قدر الإمكان. يفضل المكوث في غرفة منفصلة مع نافذة مفتوحة.
- والبقاء في المنزل. لا نذهب إلى العمل، ولا للروضة ولا للمدرسة.
وإذا تمت الإصابة بالمرض، رغم ذلك، كيف نخفف من الأعراض؟
- نخلد للراحة. كثيرًا.
- تناول أدوية لتخفيض الحرارة والتخفيف من الأعراض.
- الشرب. وبالأساس الماء، ولكن يمكن أيضا الشاي ومشروبات ساخنة للتخفيف من أوجاع الحلق.
متى يجب التوجه الى علاج طبي عاجل؟
إذا ظهرت الأعراض التالية:
- صعوبة التنفس أو ضيق تنفس
- ضغط وأوجاع في الصدر
- سعال دموي
- دوران مفاجئ
- بلبلة، اضطراب ونوبات
- التقيؤ مرات عديدة
- ظهور الحرارة والسعال مرة أخرى بعد التحسن في أعراض الإنفلونزا
إذا كان المريض طفلا، وظهرت لديه الأعراض التالية، يجب التوجه عاجلا للعلاج الطبي:
- صعوبة في التنفس أو تنفس سريع
- تحوّل لون الجلد الى أزرق أو رمادي
- صعوبة في شرب السوائل أو قلة التبوّل
- خمول
- التقيؤ مرات عديدة
- نوبات أو تغييرات في حالة الوعي
- الاضطراب أو البكاء المتواصل
- ظهور الحرارة والسعال مرة أخرى بعد التحسن في أعراض الإنفلونزا
- إذا كان الطفل يتلقى علاج طويل المدى بالأسبرين.