يمرّ ميدان العلاج النفسي بتحولات وتغييرات كل وقت. فإن المنظرين والمعالجين يقومون بتجديد الاستخدام للمصطلحات النفسية وبتطوير التقنيات العلاجية تبعا للفترة والثقافة والقيم والمجتمع. جزء كبير من الاتصالات الشخصية في الثقافة الغربية اليوم تتم عن طريق وسائل مختلفة على شبكة الانترنت – البريد الإلكتروني والدردشة، مكالمات الفيديو وغيرها الكثير. فمن الطبيعي أن يتطور العلاج النفسي عن طريق قنوات الاتصالات هذه.
العلاج النفسي أون لاين هو تقديم علاج بمكالمات فيديو مع معالج بمجال الصحة النفسية (طبيب نفسي أخصائي أو عامل اجتماعي إكلينيكي). يتم تقديم العلاج من قبل معالجين موجودين في عياداتهم في حين أن المريض موجود في كل مكان يشعر فيه بالارتياح وفي البيئة التي تحافظ على خصوصيته. يتم تنفيذ العلاج باستخدام جهاز كمبيوتر مزود بكاميرا ووسائل سمعية، كمبيوتر محمول، تابليت أو سمارتفون حسب اختيار المريض.
وتشير الدراسات إلى أن العلاج الذي يتم عبر شبكة الانترنت لا يقل بنجاعته عن العلاج التقليدي، وأن التحالف العلاجي الذي يتم خلال هذا العلاج قوي كما في علاجات وجها لوجه. كما أثبت أن عمليات رئيسية بالعلاقة بين المعالج والمريض في الشبكة، تشبه بنوعيتها لعمليات مماثلة في العلاج التقليدي الذي جرى وجها لوجه.
العلاج النفسي عبر الإنترنت يتيح تقديم ردود لعامة الجمهور وخاصة للأشخاص الذين يضطرهم المرض الى التزام منازلهم، أو الأشخاص الذين تحول أعباء العمل دون إيجاد الوقت للوصول إلى عيادة الطبيب المعالج. هذه هي، على سبيل المثال، حالة "ر".
"ر" هي امرأة شابة، في أواخر العشرينات من عمرها. وهي مديرة تسويق كبيرة في شركة هاي تك وبرنامج عملها اليومي مكثف جدا. أشياء كثيرة تزعجها في هذه المرحلة من حياتها على المستوى الشخصي والمهني، ومؤخرا شعرت بشيء من الكآبة. وبدون شك، فإن المساعدة المهنية كان يمكن أن تساعدها كثيرا، لكنها تقول: “كان هناك دائما شيء أكثر إلحاحا علي القيام به”. وتضيف: “ومن الواضح أنه كان من المريح لي إرجاء هذه المسألة، لأنني تخوفت بعض الشيء من هذا الأمر. وكان برنامج عملي المزدحم الحجة المثالية بالنسبة لي.” وكانت شقيقة ر قد أخبرتها حول إمكانية العلاج النفسي الذي يتم عبر الشبكة، من دون الخروج من المنزل، أمام الكمبيوتر، بالفيديو والدردشة. تقول ر بابتسامة: “كنت أعرف أن حجتي قد انتهت، وجيد أن حصل ذلك”. بدأت ر العلاج أون لاين، وبعد عدة جلسات أخذت تتحدث عن تحسن كبير في أحاسيسها.
وفيما يلي بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها المرضى قبل بدء العلاج:
كيف لي أن أعرف من هو الذي يعالجني وتفاصيل حول مؤهلاته؟
الأشخاص الذين يعالجون هم أخصائيو علم نفس أو علم اجتماع سريري وأطباء نفسيون. وجميعهم تم فحصهم والمصادقة عليهم من قبل مئوحيدت.
كيف لي أن أعرف أن من يعالجني متفرغ لي ولا يقوم بعمل أشياء أخرى؟
المعالجون هم من المهنيين الذين يقومون بتقديم العلاج في العيادة بشكل عادي. كما أنهم حصلوا على إرشادات معينة للعلاج أون لاين وفي إطارها توجيه بان العلاج يتم من عيادتهم ويدور الحديث عن علاج بكل ما تعنيه الكلمة. أضف إلى ذلك، أن المريض يرى المعالج يجلس في العيادة أمام الكمبيوتر بشكل منظم.
هل يمكنني التحدث مع المعالج من كل مكان أكون فيه؟
نعم، ولكن من المهم أن يتم العلاج في نفس المكان. يتم في المكالمة الأولى فحص الجهاز ومكان إجراء المكالمة. يطلب من المريض إجراء الفحص في نفس المكان، حيث كان يجلس للعلاج وبنفس الجهاز الذي مرّ بعملية الفحص.
وهل يمكن من خارج البلاد أيضا؟
للأسف لا، لأنه لا يوجد لدى صندوق المرضى تغطية تأمين طبي للمؤمّنين الذين انتقلوا إلى الخارج.
ماذا سيحصل إذا لم يكن هناك ارسال فجأة خلال العلاج؟
هناك رقم هاتف مخصص يعطى للمريض والمعالج، ويمكن الاتصال على الفور من أجل معالجة المشكلة الفنية أثناء العلاج.
من غيرنا يشاهد لقاءنا؟
لا أحد. يدور الحديث عن غرفة افتراضية لا يصل إليها إلا المعالج والمريض. وجدير بالذكر أيضا أن هذه العملية تستوفي المعايير الإسرائيلية لتأمين المعلومات والسجلات الطبية.
هل يتم توثيق اللقاء؟ إذا كان الأمر كذلك، لمن يصل توثيق اللقاء؟
يقوم المعالجون بتوثيق اللقاءات كما يفعل المعالجون في العيادات ووفقا للقواعد والأنظمة المعمول بها في صندوق المرضى.
كم من الوقت يستغرق كل لقاء؟
نحو 45 دقيقة.
ما هي إيجابيات طريقة العلاج هذه؟
الإيجابيات- راحة، توافر، سهولة الوصول، الخصوصية، علاج لا يتطلب الوصول الى عيادة المعالج، ليست هناك حاجة للقاء مرضى آخرين في غرفة الانتظار، مدة الانتظار قصيرة. الخدمة لا تتطلب معرفة تكنولوجية مسبقة وهي بسيطة ومريحة للمستخدم.
هل بانضمامي الى “العلاج النفسي أون لاين” أفقد حقي في العلاج وجها لوجه؟
لا، يمكن في أي وقت أن يقرر المريض إنهاء هذا العلاج والتوجه بطلب للعلاج في العيادة.
يقدم نظام الصحة النفسية في مئوحيدت العلاج النفسي أون لاين، مجانا، لمؤمّني الصندوق من جيل 12 سنة فما فوق الذين يظهرون أو يؤكدون وجود ضائقة نفسية تتطلب الاستجابة والعلاج عن طريق محادثات من قبل معالج في مجال الأمراض النفسية.
يقدم العلاج وفقا لتشخيص مهني في مجال الصحة النفسية أو شك في التشخيص. يشترط في العلاج استخدام جهاز كمبيوتر متصل بشبكة الإنترنت ومزود بكاميرا ووسائل سمعية/ تابليت/ سمارتفون ومهارات التشغيل الأساسية لهذه الأجهزة.
العلاج يناسب بشكل خاص:
- الذين يفضلون الحصول على العلاج أون لاين، لأسباب الراحة، أو التوجه التكنولوجي و/أو بسبب الانشغال.
- الذين يعانون من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بسبب حالة جسمانية أو بعد الولادة.
- المؤمّنين الذين يتعذر عليهم الوصول الى العلاج بسبب التعب، طاقة منخفضة أو عدم وجود دافع، الأمر الذي يتناسب مع حالتهم النفسية.
- المؤمّنين الذين يرغبون في بدء العلاج في أقرب وقت ممكن، ولكن نظرًا لوضعهم الاقتصادي يمتنعون عن التوجه للعلاج لدى معالج مستقل لأن ذلك يتطلب مشاركة ذاتية عالية في تكاليف العلاج.
هذا العلاج غير مناسب لمرضى وجدوا وتم تعريفهم كذوي درجة خطر عالية للانتحار أو أن سلوكهم يشكل خطرًا على أنفسهم أو على الآخرين، أو للمرضى الذين يخضعون لعلاج نفسي في نفس الوقت (في عيادات صندوق المرضى أو في عيادة عامة).
كيف يتم الحصول على العلاج؟
التسجيل لتلقي العلاج بواسطة: السيدة أورنا حاتي سكرتيرة مديرة الصحة النفسية في مئوحيدت،
هاتف: 7626000- 03
تحويلة1، أو: 2081619-050
بريد إلكتروني: Hati_o@meuhedet.co.il