كسر الروتين شيء مهم. فهذا يتيح لنا أن نأخذ استراحة من الروتين اليومي، للتنفس، لرؤية الأشياء من زاوية مختلفة نوعًا ما والتزوّد بطاقات جديدة. هذا صحيح طالما أننا نعود إلى الروتين في الوقت المناسب.
إذن... هذا جيد؟
تخبرنا الأبحاث أن الحفاظ على الروتين اليومي يعزز الصحة العقلية والأداء الإدراكي، ويقلل من القلق والاكتئاب.
الفرضية الأساسية هي أن الروتين يجعل الحياة أسهل لكونها محدّدة ومنظمة. عندما نكون داخل الروتين، من الأسهل علينا اتخاذ قرارات صحيحة وصحيّة أكثر. نحن لسنا بحاجة لإهدار الوقت والقوة وموارد حساسة عديدة، لأننا كوّنا لأنفسنا مسبقًا عادات صحية ترشدنا. بالطبع لا يمكن تخطيط كل جزء وآخر في حياتنا، ولكن عندما نخطط الأساسات بشكل أمثل، فإن قدرتنا على مواجهة التحديات تكون أفضل ومريحة أكثر.
التخطيط والإعداد للروتين يخفضان الإحساس بعدم اليقين ويرفعان الشعور بالسيطرة والقدرة، وبالتالي يمنعان الشعور بالتوتر والقلق. تخطيط وتأسيس الروتين في حياتنا هو نوع من مرساة للهزات النفسية التي يفرضها الواقع، لأنه من الممكن أن نفرض بأن الأمور ستجري كجزء من التخطيط اليومي أو الأسبوعي الذي أعددناه.
... أم سيء؟
مع هذا يبدو أنه لا توجد للروتين علاقات عامة جيدة للغاية. يتم النظر إليه كممل، مقيّد ومتعب. وهو يتطلب الالتزام، السلوك الحسن، وبشكل عام نحن نبدأ بالاشتياق إليه فقط بعد فترة غياب طويل بشكل خاص. وفي هذه النقطة من المهم ذكر ايجابياته كإطار داعم يساعدنا في تنظيم الحياة حسب أهداف وجدول زمني تم التخطيط له مسبقًا.
إذن كيف نقوم ببناء روتين صحي؟
عند بناء وتخطيط الروتين اليومي يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أننا أشخاص مختلفون مع تفضيلات واحتياجات وضرورات ومجالات اهتمام متنوعة. أي: يجب على كل شخص أن يحدد المكونات الصحيحة للإطار الداعم والثابت الذي يخلق الروتين الخاص به. وعند بناء الروتين ينصح بأن نشمل في ذلك ساعات نوم منظمة، وجبات طعام منظمة (ولا تنسوا وجبة الفطور، والنشاط البدني)، ووقت للتحرر من التوترات (يوغا؟ التأمل؟ المشي في الحارة؟ مشاهدة حلقة من مسلسل شيّق؟ لإدارة التوتر الذي تراكم في ذلك اليوم.
وكجزء من الروتين ينصح بتخصيص وقت للأشخاص المهمين بالنسبة لنا. وجبة عشاء عائلية يمكن أن تكون بداية جيدة. الحفاظ على علاقتنا الحميمية الزوجية بشكل أسبوعي ثابت، تناول القهوة مع الأصدقاء، يمكن أن تكون جزءًا من روتين جيد يستحسن اتباعه.
كيف نجد الوقت لكل هذا؟
الهدف هو عدم التسبب في الإغراق. يمكن التزوّد في مرحلة التخطيط، بما يشبه جدول الحصص مثل الذي كان لدينا في المدرسة الابتدائية، ونكتب في داخله أسس الروتين الخاص بنا. ومع مرور الوقت، يمكن تغيير الأنشطة التي تبيّن أنها غير ذات صلة وتحديث عناصر قد تبرز بمرور الوقت. وفي كل الأحوال، لا ترتبوا أولويات المهام من الصعب الى السهل أو من السهل الى الصعب. الشيء الصحيح هو تنفيذها حسب ترتيب أهميتها دون علاقة بدرجة الصعوبة.
يمكن أن يتم القيام بالعديد من العناصر في وقت واحد؛ على سبيل المثال، لقاء مع صديق/ة يمكن أن يتم سويًا مع نشاط بدني كالمشي معًا في نهاية الأسبوع. مجرد القيام ببناء روتين يومي يمكن أن يخلي بعض الوقت ويتيح وقتًا للراحة وتجديد الطاقات.
وإذا لم تنجحوا في الالتزام بالروتين الذي قمتم ببنائه بشكل تام؟ فلا بأس في ذلك. القدرة على إيجاد العذر لأنفسنا والشعور الجيد تجاه ما نستطيع القيام به، هما الأساس الجوهري للصحة العقلية.