انتهى فصل الشتاء، لكن الطقس البارد والرياح الشرقية، وانخفاض الرطوبة والتدفئة الاصطناعية في الغرف والمكاتب تركت آثارها على جلدنا الذي أصبح جافا وفقد مرونته ونضارته وحيويته. وهذا هو الوقت المناسب للاهتمام به، وكذلك التفكير المستقبلي على فصل الصيف المقبل علينا.
لماذا يجف الجلد في فصل الشتاء؟
يتم الحفاظ على رطوبة الجلد بواسطة الحليب- الدهون الجلدي الذي تتمثل وظيفته في تليين الجلد والشعر، والقضاء على البكتيريا ومنع المضار البيئية من التغلغل في الجلد لدينا. درجة حرارة الحليب مماثلة لدرجة حرارة الجسم، وفي كل مرة ترتفع فيها درجة الحرارة (أثناء حمام ساخن، على سبيل المثال، في فصل الشتاء)، يذوب الحليب ويغسل عن الجلد، الأمر الذي يسبب الجفاف للجلد والتشقق، ويصبح عرضة لتغلغل الكائنات الضارة، والحساسة والحكة أحيانا. وكذلك الرطوبة المنخفضة التي تميز الشتاء تؤدي الى جاف الجلد وحساسيته، وإلى احمرار بشرة الوجه وتقشفها. إنه أمر غير لطيف.
كيف يتم ترميم الجلد؟
يتم ترميم الجلد بواسطة إدخال رطوبة مكثفة وتجديد خلايا الجلد باستخدام علاجات ومستحضرات مناسبة، مثل كريمات التقشير أسبوعيا التي تساعد في تقشير طبقات الجلد، وإزالة الخلايا الميتة، تنشيط وتجديد خلايا بشرة الوجه وأقنعة تنظيف مطهرة لتهدئة البشرة. يشار الى أن الربيع لا يتميز بعد بالرطوبة الصعبة المتعبة كما في الصيف، بل على العكس من ذلك: إنه أكثر شبهًا بالخريف من ناحية الأيام الخمسينية، الرياح الساخنة والجافة وانخفاض الرطوبة، وهو بحاجة لتلك المغذيات. كما أن الإكثار من شرب الماء يوفر المرونة والرطوبة لبشرة الوجه وجلد الجسم؛ ينصح بشرب عشرة أكواب من الماء يوميا. نصيحة: قوموا بشرب كوب من الماء عند الاستيقاظ في الصباح، قبل تناول القهوة، لتنظيف الجسم وتغذية بشرة الوجه.
هذه الشمس الربيعية
إلى جانب ترميم أضرار الشتاء، ينبغي الاستعداد لمنع أضرار الصيف. نحن نتحدث عن الشمس. إن التعرض لمدة طويلة لأشعة الشمس يسبب ضررا غير قابل للإصلاح للطبقتين العلويين للجلد، والخطر الأكبر هو الإصابة بسرطان الجلد على أنواعه. وهنالك أهمية كبرى للكشف المبكر في علاج هذا المرض، ولكن الوقاية هي أفضل علاج. كما أن الإشعاع الشمسي يضر بخلايا الجهاز المناعي الموجودة في الجلد، ونتيجة لذلك تنخفض قدرة الجلد على الوقاية من الالتهابات وتقل أيضا القدرة على “إصلاح” الخلايا التالفة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة مباشرة بين التعرض لمدة طويلة للإشعاع الشمسي وبين الشيخوخة البيولوجية للجلد: تزداد شيخوخة الجلد بسبب الإشعاع الشمسي، وهذا يسبب الأضرار للجلد ومن ضمن ذلك التغييرات في اللون- تصبغ الجلد (البقع البنية أو البقع البيضاء)، وظهور أوعية دموية متعددة وتجاعيد بالمناطق المكشوفة.
وللحد من المخاطر، ينصح باستخدام مستحضر واق من الشمس بشكل دائم، أي جعلها بمثابة كريم وجه دائم لديكم. ينبغي أن يكون المستحضر الواقي من الشمس من النوع الذي يمنع تغلغل كتل الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض، سواء أشعة الـ UVA أو أشعة الـ UVB ويجب أن يكون عامل الحماية بين 35 و 50. يجب أن نتذكر أنّ التعرض فترة طويلة للشمس غير مرغوب حتى مع استخدام المستحضرات الواقية من الأشعة. تتراكم أضرار الشمس على مر السنين (من خلال التعرض اليومي لأشعة الشمس أيضا وليس فقط في البحر)، ومن المهم الحفاظ على الجلد وحمايته منذ الطفولة، لأن الجلد لا ينسى.