فترة الشتاء تغيّر لمعظم الناس برامج حياتهم: الأيام القصيرة، قضاء وقت طويل في البيت، تزايد مشاهدة التلفزيون، البرد وحتى الملابس الثقيلة نوعًا ما، كل هذا يؤدي الى تغيير في التغذية، حيث تكون في كثير من الأحيان غنية أكثر، ثقيلة للغاية وفي الحقيقة ليست متوازنة. كما أن النشاط البدني يتغير على الأغلب ويقلّ. ونتيجة لذلك، تأتي السمنة أيضا، وكذلك لا نحمي الجسم بما يكفي من أمراض الشتاء.
فيما يلي بعض النصائح التي تبقيكم نحيفين ومعافين، بقدر الإمكان.
كيف نتجنب سمنة الشتاء؟
عندما يكون الطقس باردًا- نأكل أكثر. هذه حقيقة مؤكدة ومثبتة. الأمر الأول الذي يفضل القيام به، حيال ذلك، هو الاهتمام بأن يكون الأكل “الزائد” هذا صحيًا قدر الإمكان. قللوا من تناول المشروبات التي تحتوي على الكفائين مثل القهوة والكولا والكحول الذي يفاقم التوترات. حاولوا تجنب تناول السكريات البسيطة كالسكر، العسل والمربي، والإكثار من الأطعمة التي تحوي الفيتامينات والمعادن مثل سلطات الخضروات الطازجة والفاكهة الطازجة من مختلف الأنواع. ينصح باستهلاك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C كالبندورة، الحمضيات، الجوافة والفلفل الأخضر. من المهم أن تحتوي القائمة الغذائية على كمية كافية من جميع المجموعات الغذائية الأساسية: البروتين الذي يكتسب من استهلاك منتجات الحليب (حتى 5 ٪ دهون) اللحوم الخالية من الدهون، الدواجن دون جلد والأسماك؛ الكربوهيدرات المكتسبة من المنتجات النشوية كالخبز والأرز الكامل والبطاطا؛ الألياف التي توفرها البقوليات والحبوب والخضروات والفاكهة مع قشرتها.
وإذا مرضنا؟
ردّة الفعل الأولى لدينا للإحساس بالمرض هي عادة فقدان الشهية. ولكننا نتخبط: من جهة يقولون لنا يجب أن تأكلوا، لأن الجسم بحاجة الى قوة لكي يتغلب على المرض. ومن الناحية الثانية، فقدان الشهية كبير للغاية، الى درجة أن أكلتنا المفضلة لا نقوى على بلعها. ماذا يجري هنا؟
فقدان الشهية هو ردّة فعل الجسم للمرض الذي يسكنه. فالجسم يريد أن يستريح ويوجّه كل الطاقة الكامنة فيه لعلاج المرض. القاعدة الأولى والأساسية عندما نمرض هي الإصغاء إلى الجسم. فإذا كنتم مرضى ومع ذلك تشعرون بالجوع- رائع. ببساطة قوموا بتناول الطعام. ولكن إذا لم تشعروا بأية حاجة للطعام- وهذا ما يحصل عادة- فلا تأكلوا، واحرصوا على الشرب الكثير. فثلاثة أو أربعة أيام من عدم تناول الطعام، أو تناول الطعام بشكل قليل لن تسبب لكم أيّ ضرر (هذا صحيح، بطبيعة الحال، فقط إذا كنتم معافين بشكل عام. فمن كانت حالته الصحية في هبوط قبل المرض فمن الأفضل ألا يمرّر أيامًا بالشرب فقط، وأن يستشير الطبيب وأخصائي/ة تغذية مؤهل/ة).
عند البدء بالشعور بالجوع، احرصوا على اختيار طعامكم بحكمة. يجب أن تفضلوا في البداية أطعمة سهلة الهضم، كتلك غير المشبعة بالبهارات، ولكنها مليئة بالطاقة. المجموعات الغذائية الضرورية جدًا عند المرض هي الفيتامينات A, C, B6, B12، والتي يمكن الحصول عليها من الأطعمة مثل: اللحوم، الأسماك، الحليب، البيض، البراعم، البقوليات، المكسرات، البندورة، الفلفل الأخضر، البرتقال، الجوافة. المعادن التي من المهم استهلاكها أثناء المرض هي: النحاس الذي يمكن الحصول عليه من اﻷفوكادو، المكسرات، البقوليات والشعير؛ المغنيسيوم المكتسب من الحليب، الحبوب، اللحوم، البقوليات والخضار الخضراء؛ والزنك الذي يأتي من البيض، الحليب، البقول والمكسرات والخمائر. يجب التأكيد أنه في بعض الأحيان، التغذية العادية لا تكفي، وهذا هو الوقت المناسب لاستشارة أخصائي/ة تغذية، وذلك من أجل ملاءمة التغذية الغنية وفقًا للحاجة.
شتاءً سهلا، صحيًا ومغذّيًا!