لعلكم تعرفون هذا: طفلكم مريض. يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، مصاب بالرشح ومتعكر المزاج. تسارعون في أخذه للطبيب؛ غرفة الانتظار تعج بالأطفال المصابين بالرشح ومتعكري المزاج مثله. الدور طويل جدا، وعندما جاء دوركم- الطبيب مضغوط وعلى عجلة من أمره. يقوم بفحص الطفل بعجلة، ويصدر حكمه (فيروس؟ بكتيريا؟) ويحرركم الى طريقكم. في الطريق إلى الصيدلية تتذكرون بأنكم كنتم تريدون التحدث مع الطبيب عن أن الطفل أيضا لم يبدأ بالمشي، أو عن أنه لم ينم ليلة كاملة، ولكن لم يتح لكم الوقت الكافي لذلك. في المرة القادمة بينكم وبين أنفسكم أنتم تعلمون بأن المرة القادمة ستكون كالمرة السابقة بالضبط: الدور الطويل، الضغط لدى الطبيب، وبكاء الطفل الذي يحثكم على العودة إلى البيت.
بدون ضغط
الجهاز الصحي في إسرائيل يعمل بنقص في المكان والزمان، باكتظاظ وبضغط. عندما يأتي الطفل إلى عيادة مكتظة وهو مريض، لا يوجد لدى الطبيب الوقت للتعرف عليه والتحدث إليه، لفهم عملية تطوره والحصول على صورة شمولية عن جميع جوانب حياته وصحته، ولذلك لن يهتم إلا بالتهاب الحلق الحالي الذي من أجله جاء إليه.
“الفكرة وراء الزيارات الدورية المخططة لدى طبيب الأطفال هي لاكتشاف مشاكل لدى الأطفال في مراحل مبكرة”، تقول الدكتورة إفرات فكسلر، أخصائية طب الأطفال، وطبيبة منطقة الشارون في خدمات مئوحيدت. “نحن ننصح الأهل لأطفال تتراوح أعمارهم بين 2-6 سنوات بالمجيء مرة واحدة في السنة للطبيب الدائم، لزيارة مدتها نحو نصف ساعة في الساعات التي تكون فيها خلالها غرفة الانتظار خالية من المرضى. الفكرة هي أن نرى الطفل وهو في حالة صحية جيدة ومعافى: تقريبا مثل الزيارة الدورية لعيادة الأم والطفل، ولكن لدى طبيب”.
ماذا يفعلون خلال زيارة كهذه؟
“في الزيارة يمرون بشكل منظم على مجالات الحياة المختلفة: التطور، عادات النوم، الفطام أو تناول الطعام، التطور الاجتماعي، وعمليا كل ما يتعلق بـ well beingالخاص بالطفل- من الناحية الجسدية، النفسية والعقلية.
كيف يتم إجراء هذا اللقاء؟
“قبل الزيارة، يقوم الطبيب بفحص السجل الطبي للطفل بشكل عميق: الفحوصات التي أجراها، الزيارات لدى أطباء آخرين. في بداية الزيارة يسأل الطبيب الأهل إذا كان هناك شيء ما يزعجهم بما يتعلق بسلوك أو نمو الطفل، ومن ثم ينتقل بطريقة منظمة الى النقاط المختلفة:
التطور حسب العمر- “الطبيب لديه قائمة مفصلة عن الأشياء التي يجب أن ينجح الطفل في تنفيذها في كل جيل. وهو يفحصها بواسطة مجموعات من الألعاب والألوان. بالإضافة إلى ذلك، يمر على بطاقة عيادة الأم والطفل للتأكد من عدم نسيان إعطاء تطعيم ما، يقوم بقياس الوزن والطول للتأكد من عدم وجود نقصان في الوزن، واضطرابات في الطول أو ميل إلى السمنة الزائدة. إذا كانت هناك مشكلة معينة فإن الطبيب سيكشفها. إذا كانت خفيفة، ستجري متابعة منتظمة وسيم تحديد لقاء أضافي مع الطفل في غضون أشهر قليلة. ولتشخيصات عميقة أكثر يتم تحويل الطفل إلى طبيب أخصائي أو الى المعالج الوظيفي”.
عادات حسب العمر- “في كل جيل متوقع من الأطفال الصغار أو الأولاد الفطام من عادات معينة. في جيل سنتين تقريبا متوقع الفطام من القناني، في جيل ثلاث سنوات من المصاصة والحفاضات. وخلال الزيارة يتم الحديث أيضا عن العادات الغذائية- في العديد من البيوت لا يوجد وعي للهرم الغذائي وتغيير العادات الغذائية في سن مبكرة هو أسهل منه في جيل المراهقة. هذه الأمور يصعب الوصول إليها خلال الزيارات العادية في العيادة، ومن المهم البدء بالعمل على هذه القضايا مع الأهل في مرحلة مبكرة نسبيا”.
القدرات التعليمية- “هذا هو الموضوع الذي يتم التوقف عنده في جيل 5-6، لمعرفة ما إذا كان هناك قصور في الانتباه والتركيز وفرط الحركة أو اشتباه في وجود عسر تعليم. صحيح أننا لا نقوم بالتشخيص في المكان ولكن إذا ظهرت صعوبات تدل على هذه الاضطرابات، فإننا نقترح ورش عمل للأهل لإدارة أفضل والتعامل مع هذا الموضوع”.
التطور الاجتماعي والعاطفي- “في جيل ما قبل المدرسة، من المفضل فحص ما إذا كان الطفل ناضجا عاطفيا ولديه القدرة على إدارة علاقات اجتماعية سليمة. عندما تكون هناك مشكلة، يمكن لطبيب الأطفال أن يوصي بعلاج مناسب قبل الوصول إلى المدرسة، وبذلك يوفر الكثير من الصعوبات”.
في وقت مبكر قدر الإمكان
“المقصود هو اكتشاف المشاكل في بدايتها وإكساب الطفل والأهل عادات إيجابية”، تقول الدكتورة فكسلر، “رفع مستوى الوعي وكشف ومعالجة المشاكل وهي ما زالت صغيرة. بالهدوء والمجال اللذين يتوفران في زيارة كهذه يمكن طرح جميع الأسئلة الملحة، والحصول على إجابات عميقة وشاملة عنها وتخطيط الحلول معا. من الصعب وصف الفرق بين زيارة كهذه وزيارة عادية؛ الأهل الذين أصبحوا معتادين على هذا ببساطة لا يفهمون كيف تدبروا أمورهم بدون لقاء دوري كهذا”.