نحن نعرف واحدة- بدون ذكر أسماء- عبرت حملها الأول كما في الأفلام. أضافت كل شهر كغم واحدا لوزنها، وكان شعورها رائعا، وكانت تبدو رائعة، وقد بدأت بلا غثيان وانتهت دون حرقة. وحتى أنها شعرت بينها وبين نفسها بازدراء طفيف نحو الحوامل حولها اللواتي لم يتوقفن عن التذمر والشكوى من الغثيان والتقيؤ.
ولكن بعد ذلك جاء الحمل الثاني. لن نبالغ بالقول. ونقول فقط، بإيجاز، أن تلك الواحدة عمقت جدا معرفتها بكرسي المرحاض. وإنها لن تجرؤ أكثر على التكبر على أي امرأة حامل تشكو من الغثيان.
أكثر من 50٪ من النساء الحوامل سيعانين من غثيان الحمل الذي يستمر عادة حتى الأسبوع الـ14. ولدى جزء ضئيل (حقا ضئيل) من النساء فإن الغثيان، وبعده التقيؤ، يستمر كل فترة الحمل.
يعتقد عموما أن الغثيان يميز ساعات الصباح، ولكن العديد من النساء يعانين منه في كل ساعات النهار وحتى في الليل. وهذه الظاهرة أكثر شيوعا في الحمل الأول ولدى النساء الشابات.
السبب الذي يؤدي الى حالات الغثيان في الحمل ليس واضحا تماما. هناك اعتقاد بأنها تأتي مع ارتفاع في هرمون الاستروجين والبروجستيرون بعد تثبيت الحمل في الرحم، أو مع ازدياد إفراز هرمونات المشيمة في الأسابيع الأولى للحمل- وخاصة الغدد التناسلية المشيمية (HCG)- الذي يزداد بشكل كبير في عمليات الحمل متعددة الأجنة. وهناك من يعزو الغثيان إلى الحساسية تجاه الروائح، وزيادة نشاط الأمعاء أو ردا على الأشياء الضارة بالحمل، مثل الكافيين والنيكوتين والمواد الكيميائية المختلفة.
وعادة يطرأ تحسن كبير أو ربما تختفي الأعراض في الثلث الثاني من الحمل.
متى عليك أن تقلقي؟
إذا كنت تشعرين بخير بين تقيؤ وآخر، وتتمكنين من تناول الطعام والشراب، فلا حاجة للعلاج ولا داعي للقلق: فإنك ستكونين على ما يرام وكذلك الطفل الذي في رحمك. الجنين هو دائما آخر من يتضرر من الحالة الصحية للأم.
ولكن هناك حالة متطرفة أكثر للغثيان والتقيؤ، وهي الحالة التي تسمى ببساطة “التقيؤ الزائد عن الحد أثناء الحمل” وفيها جميع الأعراض أكثر حدة: تقيؤ يتكرر 3-4 مرات في اليوم، وعدم القدرة على إمساك الطعام أو الشراب في المعدة، الشعور بالضعف والدوخة، فقدان الشهية، فقدان الوزن بأكثر من 5 ٪ من وزن الجسم، عدم القدرة على القيام بالعمل اليومي بالإضافة الى الجفاف. هنا بالفعل قد يظهر الخطر، لأنه في مراحل الحمل المتقدمة أكثر، فإن التقيؤ المتكرر والجفاف يمكن أن يسببا الطلق المبكر.
لذلك، إذا كان التقيؤ يمنعك من أداء العمل اليومي ولا تنجحين في إدخال السوائل والطعام الى جسمك، أو إذا كنت تعانين من الدوخة والضعف وتجدين صعوبة في القيام بعملك العادي اليومي، فمن المفضل إجراء فحوصات وتلقي العلاج إذا لزم الأمر.
ماذا نفعل معه؟
عادة، الصبر يتغلب، حيث تزول الظاهرة حتى الشهر الرابع من الحمل.
ويمكن التخفيف من الأعراض بواسطة الشرب الكثير (كل كأس على حدة)، مستحضرات على قاعدة الزنجبيل أو كأس من الماء الساخن مع شريحة من الليمون والزنجبيل الطازج المبشور، المضادة للحموضة، بوظة ومكعبات الثلج.
ستشعرين أحيانا أنه من الأفضل التخلي عن ثلاث وجبات تقليدية في اليوم، والتحول إلى تناول ما يريد جسمك ويقدر. إن توزيع الوجبات الصغيرة على مدار اليوم سيمنع الرغبة الدائمة لتناول الطعام وسيخفف من شعور الغثيان.
ومن المفضل أيضا بدء الصباح مع الكربوهيدرات: تناولي شيئا صغيرا نسبيا، مثل الخبز المحمص، كركر أو قطعة كعكة جافة حلوة. بعد أن يزول الغثيان تناولي كوبا من الماء.
وكذلك للطب المكمل هنالك طرق للتخفيف من الغثيان- الوخز بالإبر، هوموباتيا، أو نتورباتيا، وهناك من النساء من أكدن أن هذا العلاج قد ساعدهن كثيرا. ننصح بأن تحاولي.