كلمات كلمات كلمات. الكثير من الكلمات من حولنا، في البيت، في الشارع، في الروضة، على الهاتف، وجها لوجه. عمليا ما الذي نعرفه عن هذه العملية اليومية الأساسية، التي لا يمكن أن نتخيل حياتنا بدونها؟
“يستند التواصل بين الأشخاص على ثلاثة مجالات رئيسية هي: السمع والكلام واللغة. كل مجال هام وحاسم بحد ذاته والجمع بينها يتيح التواصل السليم مع المحيطين بنا. تطور اللغة وتطور الكلام هما شيئان مختلفان”، كما تقول الدكتورة ريكي تيتلباوم سويد، المديرة القطرية لمجال أخصائي علاج النطق في “مئوحيدت”، محاضرة في قسم اضطرابات التواصل في جامعة أرئيل. وتستطرد: “اللغة هي نظام رموز عشوائية ومتفق عليها تستخدم للتعبير والتفكير والاتصال. وهي تشمل المفردات، والتصريف، النحو (مبنى الجملة)، فهم اللغة والبراغماتية (شكل استخدام اللغة). والكلام مقابل ذلك، هو الجانب الحركي- الصوتي للغة المحكية. إنتاج الكلام يعتمد على الجهاز التنفسي، بالقدرة الحركية وبالتشخيص الحسي لأعضاء النطق للفظ أصوات الكلام. والسمع السليم ضروري أيضا لتطوير الكلام.
المصطلح لفظ يشير إلى الطريقة التي يتم فيها إنتاج أصوات الكلام، ويعدّ واحدًا من مجالات التطور التي تتطلب متابعة”.
ماذا نتوقع في كل مرحلة من مراحل تطور اللغة؟
الدكتورة تيتلباوم سويد تفصّل:
من الولادة حتى جيل نصف سنة- “يطلق الطفل بالأساس الأصوات الانعكاسية مثل أصوات البكاء والغرغرة المتأثرة من وضع الجسم. ومع التقدم في العمر والتحسن في السيطرة الحركية، تصبح الأصوات إرادية أكثر ويطلق الطفل الأصوات النابعة من متعة تلامس الشفاه، مثلا. وفي هذه المرحلة، لا تزال الأصوات غير مبنية على السمع”.
من نصف سنة حتى سنة- “في هذا الجيل تبدأ التمتمة، وخلالها يسمع الطفل مقاطع لفظية متشابهة في تسلسلها (مثل Bababa) ولاحقا مقاطع مختلفة أيضا (مثل badu) وحتى سلسلة من المقاطع، والتي تتحول لاحقا الى مصطلحات أيضا لدى بعض الأطفال. هذه المقاطع تشبه مبنى المقاطع في لغة الكبار وهي عمليا الأساس لإنشاء الكلام. في هذه المرحلة، تصبح التمتمة مبنية على الرد السمعي. هناك فرق كبير في كمية ونوعية الأصوات التي يصدرها طفل يسمع، مقارنة بتلك الناتجة عن طفل لديه خلل في السمع، بحيث توجد هنا إشارة تحذير من المهم الانتباه لها في وقت مبكر قدر الإمكان”.
من سنة حتى سنة ونصف- “في هذه المرحلة تبدأ بالظهور الكلمات الأولى في النطق الجزئي أو المشوش. أحيانا هنالك كلمات خاصة مدمجة بمصطلحات متواصلة مع تلاعب تعبيري تبدو للسامع شبيهة بالكلام”.
من سنة ونصف إلى سنتين- ” في هذا العمر يوسع الطفل بشكل كبير مفرداته من كلمات معدودة الى أكثر من 200 كلمة. الآن يبدأ الطفل أيضا بربط كلمتين (مثل “بابا تعال”)”.
ماذا يمكن أن يتشوش؟
“المشاكل في لفظ الأصوات يمكن أن تنجم عن عوامل مختلفة”، تقول الدكتورة تيتلباوم سويد. “يمكن أن ينبع الخلل من مشكلة في مبنى أجهزة النطق مثل الحلق المشقوق، العضة المفتوحة أو ضعف العضلات. في بعض الأحيان قد تكون هناك مشكلة أكبر ناجمة عن خلل في تخطيط حركة أعضاء النطق. كما أن الخلل السمعي أيضا قد يسبب مشكلة في تطور اللغة والكلام ، ولذلك يجب إرسال كل طفل قبل بدء علاج النطق الى فحص السمع. منذ عام 2010 يتم الفحص السمعي لجميع الأطفال في المستشفيات بعد الولادة. الأطفال الذين لا يخضعون للفحص والأطفال الذين يعانون من عوامل الخطر مدعوون لفحص السمع التشخيصي. من المهم كشف وإصلاح الخلل في السمع بوقت مبكر قدر الإمكان من أجل تضييق الفجوات في مجالات اللغة والكلام، حيث إن الخلل البسيط أو فقط في أذن واحدة قد يؤثر عليهما سلبا أيضا”.
عندما يعاني الطفل من خلل في الكلام
عيديت فارن، مديرة مجال علاج النطق لواء الجنوب في مئوحيدت، تشير إلى أنه في بداية عملية اكتساب الكلام واللغة وحتى جيل ثلاث سنوات تقريبا يميل الأطفال إلى تبسيط إنتاج الأصوات ونتيجة لذلك يحذفون أصوات حروف أو يستبدلون صوت حرف بصوت آخر، يلفظون الحرف بشكل مشوش ويضيفون أصوات حروف. وإضافة الأصوات مشوهة. في جيل 3 سنوات يقوم الطفل بتصحيح معظم التشويشات والتوقع هو أنه في هذا الجيل تقريبا يكون كلامه مفهوما حتى لمستمع. إذا لم يكن الأمر كذلك، من المفضل التوجه للاستشارة- لطبيب الأطفال أو لأخصائي علاج النطق. وتقول فارن “إذا انعكست المشكلة في صعوبة لفظ ك. ق. (خلل نموذجي)، ينصح بمعالجة ذلك في جيل 4 سنوات. إذا كانت هناك مشكلة في لفظ الحروف “الصافرة” مثل (ش) أو (س) ينصح بعلاج ذلك فقط في جيل 6-7، لأن الحديث يدور عن حروف ساكنة يتم اكتسابها غالبا حتى هذا الجيل بالشكل السليم”.
وأخيرا، بعض النصائح لتشجيع الكلام السليم
العبوا مع الطفل ألعاب الوجوه: اجلسوا قبالة الطفل أو معه أمام مرآة وقوموا باللعب مع بمتعة: أخرجوا لسانكم، ضموا الشفتين لطبع قبلة، انفخوا فمكم وما الى ذلك. هدف العملية: تدريب عضلات الكلام وتطوير السيطرة عليها.
تحدثوا معه بشكل عادي: من المستحسن حتى المبالغة قليلا بحركة أعضاء النطق من قبل الأهل من خلال اللسان والشفتين. والهدف من هذه الخطوة هو أن تشكلوا نموذجا يجسد للطفل كيفية الاستعانة بالمعلومات البصرية وليس فقط السمعية، من أجل أن يتكلم بشكل صحيح.
أبطئوا من وتيرة كلامكم. وبهذا تساعدونه في فهم، متابعة والتقاط الكلام بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك شكلوا له نموذج كلام قابل للتقليد.
قسموا الكلمات إلى مقاطع: في الحالات التي يجد فيها الطفل صعوبة في الحفاظ على سلسلة المقاطع في الكلمة، يمكن مساعدته من خلال تقسيم الكلمات إلى مقاطع مع التصفيق وما شابه.
لا تقوموا بالتصحيح. وبدل التصحيح قولوا جملة سليمة بنفسكم، بشكل طبيعي أثناء الكلام.
مئوحيدت تدعوك لورشة عمل “نتعلم الاستماع، نتعلم الكلام”، ترافق الأهل في مراحل اكتساب اللغة والكلام لدى الأطفال. تتكون ورشة العمل من ثمانية لقاءات أسبوعية وبإرشاد أخصائي علاج النطق، وتتمحور حول مواضيع التعرف على مراحل في تطور لغة الأم، مبادئ في اختيار وقراءة القصص، أنواع اللعب وأنشطة مختلفة ولقاءات تجربة مشتركة بين الوالدين والطفل، بمرافقة أخصائي علاج النطق.
تكلفة ورشة العمل: 232 ش.ج لأعضاء مئوحيدت، 600 ش.ج لمن هم ليسوا أعضاء مئوحيدت. لمزيد من التفاصيل والتسجيل اتصلوا 3833*