أنا أعمل كأخصائية تغذية منذ أكثر من 20 عامًا. وفي هذه السنوات اطلعت على كل حمية قد تخطر على بالكم، حتى الأكثر غرابة التي يمكن تخيلها. “آخر صيحة” في سوق التخسيس مرت بتغييرات كثيرة، بين الفينة والأخرى، في هذه السنوات. الأشخاص الذين أرادوا تخفيف الوزن جربوا حظهم في تبني قواعد الحمية الأخيرة في السوق، ولكن بعد أن عاد وزاد وزنهم مع “فوائد” بعد أن عانوا فترة معينة مع الحمية، تركوا تلك الطريقة وانتقلوا إلى الوصفة التالية، وهكذا من وصفة الى أخرى تطورت لديهم متلازمة اليو يو المعروفة التي تبعث على اليأس.
فيما يلي جزء من الوصفات الساخنة التي سيطرت على هذا المجال. جزء منها اختفى كما لم يكن:
الحمية الإيطالية، حمية الخبز، حمية اورنيش، حمية قليلة الدهون وغنية بالكربوهيدرات
حمية اتكينس، فلياو، كتوجانيت- حمية قليلة الكربوهيدرات وغنية بالبروتين والدهون
الحمية المختلطة تتطلب الفصل بين البروتينات والكربوهيدرات في نفس الوجبة
النباتية/ الخضرية – طعام نباتي فقط، دون منتجات حيوانية، ودون أغذية مصنعة
طعام نيء raw food- لم يمر بعملية طبخ وتسخين
حمية الـ zone أو الحفاظ على الوزن –50-60% كربوهيدرات، 15-20% بروتين 30% دهون
جراحة السمنة- لمن وصل الى أوزان خطرة.
إذن ما هو الاتجاه/ الوصفة الصحيحة؟ الحقيقة هي أنه في كل طريقة مما ذكر، وتلك التي لم تذكر، يوجد منطق بيولوجي معين. فكل طريقة تستند إلى معلومات جديدة تم التوصل إليها من خلال الأبحاث العلمية الحديثة بالنسبة للفترة التي تم فيها تطوير الطريقة.
ولكن اليوم وصلنا الى مفهوم جديد. وصلنا إلى عصر السلفي: فبدل أن نبحث في الخارج عن آخر صيحة، فإننا نوجّه الأضواء إلينا للداخل، ونبحث فينا عن المعلومات المطلوبة لكي نعرف كيف نلائم التغذية للاحتياجات البيولوجية العاطفية الشخصية والخاصة بنا. والفكرة هي تغذية وظيفية، يتم ملاءمتها بشكل شخصي وهي مبنية علميًا على فحص الدم والبول، اللعاب والشعر. لقد انتهى عصر الوصفات/ الاتجاهات في مجال التغذية. انتهى عصر حمية اليو يو…. وفعليًا انتهى عصر الحمية.
على ماذا نبني نحن اليوم التوصيات الغذائية المعينة؟
أولاً ننظر الى جميع تلك المعايير التي نظرنا إليها قبل ذلك: المشاكل الرئيسية التي نشكو منها، الوضع الصحي بالتفصيل، فحوصات دم حديثة، مقاسات (الطول، الوزن، المحيط)، العادات الحياتية، النشاط البدني، عادات التفكير، عادات الأكل والتأثيرات البيئية.
بالإضافة إلى كل ذلك، مع تطور العلم والتكنولوجيا اليوم، يمكن أيضا تشخيص واستخلاص توصيات غذائية عملية جدًا من معايير مثل:
- نوع الدم (فحص دم خاص)
- وضع المعادن والعناصر الثقيلة داخل الخلايا (فحص الشعر)
- وضع مجموعة بكتيريا الأمعاء (فحص خاص للبراز)
- وضع الجينات الشخصية المتعلقة بإنتاج البروتين والتي تساهم في التمثيل الغذائي للجسم (فحص خاص للعاب)
- وضع الغدة الدرقية المسؤولة عن الأداء السليم لكل وظائف الجسم (فحوصات دم وبول خاصة).
عمليًا، التشخيص الدقيق يتيح ملاءمة دقيقة للتوصيات الغذائية والمضافات الغذائية بشكل “مفصّل” على المعالج، من أجل إعادة جسمه للتوازن.
تحقيق التوازن من خلال استكمال النواقص الغذائية، تنظيف فائض المعادن من بيئة داخل الخلية وإخلاء العناصر المعدنية السامة، يمكن أن يحل العديد من المشاكل المزمنة المزعجة التي يشكو منها الشخص وحتى الأمراض التي تعتبر طريقة التعامل معها اليوم محدودة لاستخدام الأدوية العرضية التي تنجح بشكل مؤقت في إزالة الأعراض ولكنها لا تحل المشكلة من جذورها. وفي هذه الحالة، لا يوجد تأثير يو يو، ولا توجد عملية تبني لاتجاهات ووصفات متغيرة. هنالك نمط حياة صحي جديد، من السهل اتباعه على مدى فترة طويلة.